منير البصري هو رائد أعمال قويّ الإرادة تمكّن بفضل دعم المؤسّسة الاجتماعيّة في المغرب(ES Maroc) المموّلة من الاتحاد الأوروبي من بعث مؤسّسته النّاشئة المختصّة في مستحضرات التّجميل الطبيعيّة و مازال هذا الشاب المغربي يسعى إلى الاطّلاع على ما هو جديد و يبحث عن الابتكار و الأفكار الجديدة لتحسين جودة منتجاته الطبيعيّة.

كان منير (30 سنة) أصيل سيدي يحي الغرب (شمال الرّباط) يحلم منذ نعومة أظفاره بأن يكون رائد أعمال: “كنت أقرا الكتب وأشاهد أشرطة الفيديو وأحاول دائما أن أتعلّم المزيد في هذا المجال وكنت مبهورا بالحماس الذي يدفع روّاد الأعمال وبأفكارهم”.

في السّنة الماضية، نجح منير أخيرا في تحقيق حلمه عندما أطلق رسميّا شركة كوسمي-تشيكا

Cosm-y-chica المختصّة في الزيوت والمراهم الطبيعيّة بعد أن اهتمّ بمستحضرات التّجميل عندما كان يدرس في مرحل الماجستير :” رافقتي هذه الفكرة منذ سنة 2014 على امتداد سبع سنوات !”

مسار تواصل لعقد كامل

أعدّ منير في إطار دراسته في مجال التّكنولوجيا الحيويّة للأغذية والصحّة مشروعا ركّز فيه على الزّيوت الطّبيعيّة وهي منتج نادرا ما يتوفّر في السّوق رغم الطّلب الكبير عليه.

أنجز دراسة للسّوق بيّنت له أنّ المستهلك يبحث عموما عن مستحضرات التّجميل الطبيعيّة بينما يصعب توفّرها في المتاجر والأسواق: ” مثّلت تلك النّتيجة نقطة الانطلاق بالنّسبة لي إذ أدركت أنّني وجدت الفكرة التي سأعمل على تطويرها”

ومع ذلك قضّى منير سبع سنوات لتحويل فكرته إلى حقيقة. أبرم أوّلا شراكة مع صديقه مروان العلواني، دكتور في الكيمياء وعملا معا على إعداد الصّيغ العلميّة واختبار الحلول كما تعاون الثنائي مع جامعة العلوم في مدينتهما حيث تولّى الطّلبة تحليل واختبار منتجاتهما وهو ما اعتبره منير ” تعاون مربح للطّرفين إذ مكنّا الطّلبة من فترات تدريب داخليّ وساعدونا من جانبهم على تقديم منتج موثوق ومعتمد علميّا إذ كنت أريد ضمان جودة عالية جدّا لمنتجاتنا حتّى نحصل على الثقة التامّة من جانب المستهلك”.

الاحتضان والتّدريب والمزيد من التّدريب: منحى تعليمي لا ينتهي

حصل منير سنة 2019 على الدّفع الذي كان يحتاجه لإطلاق مشروعه فبعد أن فقد عمله بسبب جائحة كوفيد ركّز كافّة جهوده على مؤسّسته النّاشئة باحثا عن كافّة الفرص و عن ايّ تمويل يمكنه الحصول عليه و عندها تعرّف عبر مواقع التّواصل الاجتماعي على حاضنة الأعمال للمؤسّسة الاجتماعيّة في المغرب Hub ES.Maroc) (وهي حاضنة مموّلة من الاتحاد الأوروبي تشرف عليها كلّ من المؤسّسة الاجتماعيّة في المغرب (ES.Maroc)  و المنظّمة غير الحكوميّة Solterre.

انطلقت الحاضنة في الرّباط سنة 2018 وفي طنجة سنة 2021 وهي تقدّم الدّعم التّقني والمالي سنويّا لقرابة 3000 من روّاد الأعمال الشبّان (من المغاربة والمهاجرين من بلدان افريقيا جنوب الصّحراء) وتدعم اندماجهم في سوق العمل عبر احتضان المؤسّسات النّاشئة وتنظيم الدّورات التّدريبيّة وتقاسم التّجارب ضمن أعضائها.

قال لنا رشيد مومن، منسّق المشاريع لدى Soleterre :” منذ سنة 2018، موّلنا أكثر من 60 مؤسّسة ناشئة مثل مؤسّسة منير  و رافقنا أكثر من 450 رائد أعمال. يستمرّ الدّعم لفائدة المؤسّسات النّاشئة على امتداد ثلاث سنوات لنكون بذلك إلى جانبهم في كلّ خطوة يقطعونها”.

يعتبر منير أنّ الحاضنة مثّلت بالنّسبة له الفرصة التي غيّرت واقعه:” كنت دائما أهتمّ بالتّظاهرات والتّدريبات المتعلّقة بريادة الأعمال لذلك أعتبر أنّ الفرصة التي وفّرتها لي  ES.Maroc  فرصة ذهبيّة لأنّني انتفعت من العديد من أدوات الدّعم كما أنّ التّشبيك و تبادل وجهات النّظر مع أطراف مختلفة من المغرب و من أوروبا كان عاملا بالغ الأهميّة فتح أماما أفقا واسعة”.

حتّى بعد أن أطلق منير مؤسّسته لم تنقطع الحاضنة عن متابعته وعن زيارته لتقديم النّصح وتوفير التّدريب له ولفريقه.

الشخصيّة تصنع رائد الأعمال

بالنّسبة إلى منير، ليست كوسمي-تشيكا مجرّد طريقة لربح المال، بل هي طريقة عيش:” ليس من الهيّن أن تكون رجل أعمال فهو مسار شاقّ يتطلّب نفسا طويلا وأنا أحسن مثال على ذلك! لذلك أنصح من يريد خوض عالم ريادة الأعمال بالحركيّة والنّشاط والّا يكتفي بما اسمّيه ” ريادة الأعمال الصّوريّة” بل بأن يعمل على ذاته و أن يثابر على ذلك مثلما كان الأمر بالنّسبة لي لأنّ الشخصيّة هي التي تصنع رائد الأعمال و ليس العكس”.

يعمل منير اليوم في متجره قرب مدينة القنيطرة مع ثلاثة شركاء وأجير واحد كما يعمل عبر الانترنت ويعتمد على كافّة مواقع التّواصل الاجتماعي للتّرويج لمنتجاته ويعتبر منير أنّ عمله مسار للتكيّف المستمرّ:” لأنّه لا بدّ من الابتكار والتجديد خاصّة في هذا المجال. لكنّني واثق انّ كوسمي-تشيكا لديها شيء يميّزها عن منافسيها فنحن نقدّم أفضل جودة ونولي عناية خاصّة بمنتجاتنا ونخصّص لها الوقت والجهد الضّروري، فعلى سبيل المثال ولا الحصر، نعتمد التّرشيح الثلاثي وهي عمليّة تستغرق وقتا طويلا ممّا جعل غيرنا من المصنّعين يستغنون عنها لكنّنا نعتمدها في عملنا لأنّها تفضي إلى جودة عالية”.

يحلم منير البصري بأن تتحوّل كوسمي-تشيكا في المستقبل إلى مؤسّسة كبرى تعدّ بحلول السّنة القادمة فريقا يتكوّن من 15 إلى 20 موظّفا كما يحلم بتصدير منتجاته إلى مختلف أنحاء العالم في غضون سنوات ويعتبر أنّه لا يبالغ في ذلك، بل هو “يحلم أحلاما كبرى ويسعى جاهدا لتحقيقها”.

تابعوا أخبار كوسمي-تشيكا:

موقع الواب: https://www.comsychica.com/

فيسبوك: https://www.facebook.com/Cosmychica1/about

انستغرام: https://www.instagram.com/cosmychica.bio/

لينكدين: https://www.linkedin.com/company/cosmychica/

يوتوب: https://www.youtube.com/channel/UC-0E665xO9kBx0ua22VAvEg

البرنامج

Hub.ES.Maroc هي حاضنة يمولها الاتحاد الأوروبي ويشترك في إدارتها Entreprise Sociale au Maroc (ES.Maroc) و Soleterre. تم إطلاق Hub.ES.Maroc في عام 2018 في الرباط وفي عام 2021 في طنجة ، ويقدم دعمًا تقنيًا وماليًا مخصصًا لما يصل إلى 3000 شاب (مهاجرون مغاربة ومن بلدان جنوب الصحراء) سنويًا.

يقدم المركزان سلسلة من الخدمات المخصصة للاندماج الاجتماعي والمهني للشباب وريادة الأعمال الاجتماعية من خلال عدة عدادات ، تنشط كل يوم ويديرها مستشارون دائمون من عالم الأعمال.

توفر المحاور الدعم الفني لتكامل العمل في مراحلها الأكثر واقعية ، من خلال إنشاء وتمويل الشركات الناشئة (بشكل أساسي الشركات المحدودة الجماعية ، ولكن أيضًا الشركات الفردية التي يديرها رواد أعمال يعملون لحسابهم الخاص) والاختيار المسبق لملفات التعريف للتوظيف (التدريب الداخلي المدفوع الأجر ، عقود محددة المدة أو صيغ عادية أخرى) داخل الشركات الكبرى ومؤسسات التوظيف.

المشروع

“Avec des jeunes pour les jeunes”

بتمويل من الاتحاد الأوروبي في المغرب وبدعم من ES.Maroc Hub وشركائه ، “مع الشباب ، من أجل الشباب” هو مشروع يهدف إلى تعزيز ودعم اندماج الشباب في المجتمع المغربي من خلال الاندماج الاقتصادي والمهني .

الهدف العام للمشروع هو المساهمة في الإستراتيجية الوطنية لزيادة مشاركة الشباب في القوى العاملة ، من خلال التكامل الاقتصادي وتعزيز روح المبادرة. هدفها المحدد هو تعزيز الاندماج الاجتماعي والمهني للشباب ومشاركة الشباب من خلال تفعيل دورة حميدة تروج لها منظمات المجتمع المدني بالتعاون مع المؤسسات العامة والفاعلين الخاصين في الرباط / سلا وطنجة / تطوان.