سؤدد كعدان هي مخرجة فيلم “نزوح” الذي يروي قصّة فتاة عقدت العزم على الا تغادر مسقط رأسها سوريا رغم كلّ المصاعب وتؤكّد سؤدد في هذا السّياق على أنّنا “نختار دون أن نختار حقّا”.
سوريا وقد كان ذلك كما تقول سؤدد” منعرجا بالنّسبة إلى الفيلم”. رغم أنّها لم تستطع الحضور شخصيّا لعرض الفيلم بسبب المشاكل الإداريّة فقد تفاعلت مع الجمهور عبر تطبيقة زوم في حوار مؤثّر حول المحاور التي طرحتها في ذلك العمل.
“أردت أن أبيّن أنّ السّوريّين ليسوا مجرّد ضحايا، بل هم بشر معقدون يحملون الكثير من المشاعر، بما في ذلك الأمل” كما شرحت أنّها أرادت أن تصنع شريطا يستطيع المتفرّج السّوري من خلاله أن يرى نفسه في الشخصيّات وأن تقطع مع الصّور النمطيّة التي عادة ما ترتبط بسردهم وقصصهم.
تستكشف رحلة سؤدد السينمائية تعقيدات الحياة في سوريا التي مزقتها الحرب، بما في ذلك قوة السوريين في التمسك بهويتهم حتى في مواجهة التّهجير بالدّاخل وقد أكّدت لنا سؤدد أنّه: “يمكننا أن نروي قصصنا بطريقة مختلفة وبروح الدعابة” مشدّدة على التزامها بأن تظهر السّوريّين في صورة “الفنّانين” و”رواة قصص”.
استذكرت سؤدد أنّ اختيار الممثلين لفيلم نزوح كان عمليّة دقيقة للغاية خاصّة بالنّسبة إلى من سيتقمّص دور البطلة زينة حيث كان الأمر يتعلّق بالعثور على ممثلة شابّة تستطيع أن تعكس روح الأمل والصّمود التي يريد الفيلم بثّها. تقول سؤدد بحماس:” اخترتها [هالة زين] لأنّها لم تكمن خائفة. هي الأقوى من بين جميع أفراد الفريق”.
إزاء محدودية النّفاذ إلى دور العرض والجماهير في العالم العربي، تؤكد سؤدد على أهمية الدعم الأوروبي لمواصلة رواية القصص السورية على نحو يجعلها تنتشر عبر العالم و اختتمت حديثها بقولها: “أشعر بالفخر عندما أرى أنّ الفيلم قد تمّ توزيعه في سويسرا أو فرنسا أو إيطاليا و عندما أرى أيضا أنّ الشباب السّوري المقيم بالخارج يمكنه المشاركة في نقل رسائل مماثلة من خلال تظاهرات على غرار تظاهرة حكواتي”.