يعتبر أحمد محسن انّ التّغيير متأصّل في الحياة: ” أعتقد أنّ الكائن البشريّ لا يتوقّف عن النموّ والتطوّر وانّ عقولنا تتغيّر عبر هذا المسار“.
حوّل المدون المصريّ الشاب المختصّ في السّفر والطّعام هذا المفهوم إلى واقع في كل مرحلة من مراحل حياته فبعد أن درس الهندسة الميكانيكية ثم الهندسة المعمارية لمدة 8 سنوات قرر تغيير مساره المهنيّ بعد 9 أشهر من العمل: “أردت أن أقوم بشيء مختلف وأظنّ أنه من الطبيعي بعد مرور سنوات عديدة أن نتوق إلى أشياء جديدة”.
اتّجه أحمد نحو التّسويق الرّقمي ثمّ قرّر التخصّص في صناعة المحتويات وان يتقاسم تجاربه الحياتيّة عبر مدوّنته:” منذ سنّ الثّانية عشر لم أتوقّف عن توثيق تجاربي من خلال التسجيلات الصوتيّة والتقاط الصّور بأوّل الهواتف المجهّزة بآلة تصوير والتّسجيل بتقنية الفيديو كما واكب تسجيل الرّحلات جميع المغامرات التي عشتها”.
أحمد هو أب لبنت تبلغ سنتين من العمر وهو يعتبر انّ التّدوين يشكّل طريقة تمكّنه من ترك أرث لابنته ولنفسه أيضا:” ذاكرتي قصيرة لكن صورة واحدة قادرة على أن تذكّرني بيوم كامل لذلك أعتقد انّ الرّجوع إلى هذه التّسجيلات من شأنه أن يعيد شريط حياتي من جديد عندما سأصبح شيخا ضعيف البنيان “.
يحب أحمد أيضا التّغيير الذي تحدثه مدونته داخل مجتمعه المحلّي: ” تلقيت خلال فترة الحجر الصحّي الكثير من الرسائل ممّن شعروا مجدّدا بالسّعادة عبر مشاهدة أشرطة الفيديو التي تصوّر اسفاري كما أعلمني البعض أنّهم قرّروا السفر بعد سنوات من التردّد وهو ما يمثّل بالنّسبة لي أمرا فائق الاهميّة”.
يتنزّل هذا الهدف الشخصّيّ والمجتمعيّ في صميم العمل الذي ينجزه أحمد بعد أن انتقل شيئا فشيئا نحو السياحة المحليّة والمستدامة وهو يشرح ذلك التحوّل بقوله: ” لماذا لا ننطلق من الدّاخل ومن مصر بالتّحديد! “