اضطرت فاطمة إلى الفرار من سوريا في سن 15 عاما وكان عليها أن تتغلّب على سلسلة من الصدمات المرتبطة بالهجرة القسريّة: “لكنني قررت ان اعمل بجد وأن أتفوّق كون في المدرسة لأنّ المدرسة كانت تمثّل الطريق الوحيد لتخطّي الأوضاع التي كنت أعيشها ولتكريم أبي الذي بقي في سوريا”.
في أقل من خمس سنوات، تخرجت الفتاة من المدرسة الثانوية بتقدير جيّد وواصلت دراستها في اختصاص الصّيدلة كما تحصّلت على الكثير من الجوائز الجامعيّة المخصّصة للطّلبة وتقول فاطمة في هذا الصّدد: “لم يكن المسار سهلا أبدا حيث انتقلت بين ثلاث جامعات لأنّ كلفة الدّراسة أثقلت كاهل عائلتي لكنني عقدت العزم على النجاح”.
بفضل نتائجها الباهرة تمكّنت فاطمة من الحصول على منحة دراسيّة مموّلة من الاتحاد الأوروبي عبر برنامج EDU Syria مكّنتها من الحصول على الشّهادة التي كانت تحلم بها:” “اخترت دراسة الصّيدلة تكريما لوالدي لأنّه بدوره صيدلانيّ كما كان ذلك استعدادا منّي لردّ الجميل لبلدي عندما يحين وقت العودة”.
تعتني فاطمة الآن بأختها الصّغرى وتعمل في صيدلية محلية حيث تسعى إلى التخصّص وتواصل التشجيع على التعلم وعلى العمل الدّؤوب: “نستعدّ الآن لتسجيل سلسلة من أشرطة الفيديو التعليمية لرفع الوعي بالمسائل الصحية المفيدة في الحياة اليومية. أريد أن أبين للشباب مثل أختي أن التعلم هو مفتاح النّجاح في الحياة”.
برنامج EDU Syria
مشروع التعليم السوري / الأردني هو سلسلة من المشاريع امتدت زمنياً على مدى السنوات الخمس الماضية وما زالت مستمرة. يمولها الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للإتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (مدد) والآلية الأوروبية للجوار (ENI). بدء مشروع التعليم السوري / الأردني بهدف مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المحلية في الأردن للتغلب على العواقب الناتجة عن الأزمة السورية، حيث يقوم المشروع بتمهيد الطريق للاجئين السوريين والأردنيين الأقل حظاً الراغبين بالحصول على تعليمٍ عالٍ وذلك من خلال إعطائهم منح دراسية. إن EDU-SYRIA I أول مشروع من سلسلة مشاريع EDU-SYRIA والذي بدأ في 2015 بتمويل أولي يبلغ 4 ملايين يورو لتوفير 390 منحة للدراسات العليا (البكالوريوس، والماجستير، ودبلوم التدريب المهني) للطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم في سوريا بشكل أساسي بسبب الأزمة.
الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية
منذ إنشائه في ديسمبر 2014 ، يتم تقديم حصة كبيرة من المساعدات غير الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى الدول المجاورة لسوريا من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية ، صندوق الاتحاد الأوروبي "مدد". يجلب الصندوق الاستئماني استجابة أكثر تماسكًا وتكاملاً للمساعدات من الاتحاد الأوروبي للأزمة ويعالج بشكل أساسي الاحتياجات الاقتصادية والتعليمية والحماية والاجتماعية والصحية للاجئين من سوريا في البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق. يدعم الصّندوق كذلك العمل المحلي و الإدارات.