تقول وزان في هذا الصّدد: “قبل بضع سنوات، قرأنا تقريرًا جاء فيه أنّ فلسطين شهدت سنة 2019 ارتفاعا كبيرا في عدد الحرائق ناهز الأربعين ألف في سنة واحدة ومن الملفت للنّظر أنّ السبب الرئيسي لتلك الحوادث هو نقص الوعي والإهمال. عندها قررنا ألا نظلّ مكتوفات الأيدي”.
لم تتجاوز وزان وصديقاتها ماسة وتمارا وزبيدة سنّ العشرين لمّا حقّقن ما يكتفي الكهول بتصنيفه في خانة الاحلام حيث أنشأن بنجاح تطبيقة للهواتف المحمولة من خلال توحيد معارفهنّ في مجال الهندسة الاعلاميّة لإعداد لعبة ‘ كن رجل إطفاء‘التي تعتمد على الواقع الافتراضي وتهدف إلى رفع الوعي بشأن الحرائق في فلسطين.
تستخدم لعبة الواقع الافتراضي المبتكرة الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية لتعليم اللاعبين كيفية مواجهة الحرائق وإطفائها وتقول ماسة في حديثها عن المشروع: “أردنا أن نوجه رسالة إلى أشخاص مثل أخي الأصغر أو أصدقائنا ولذلك قمنا بإعداد أداة كنا نعرف أنهم سيستخدمونها على نحو يوميّ الا وهي الألعاب على الهاتف الجوّال”.
بدعم من مشروع MEDSt@arts (نظام دعم التّمويل الميكروي لفائدة المؤسّسات النّاشئة المتوسطيّة) الممول من الاتحاد الأوروبي انتفعت المجموعة من سلسلة من الدّورات التدريبيّة والمرافقة ساعدتها على تحسين خطة العمل و الفراغ من النموذج الأولي الذي توشكن على إطلاقه لفائدة الفئة العمريّة المتراوحة بين 12 و 20 سنة.
تسترجع وزان ذكرياتها بقولها: ” انطلقت الرّحلة ونحن مازلنا في المدرسة الابتدائيّة وانظر إلى ما وصلنا إليه اليوم! لدينا نموذج كامل جاهز للاستخدام وبطبيعة الحال كثيرا ما قيل لكلّ منّا ” أنت مازلت صغيرة” أو ” انت فتاة ولا تستطيعين فعل هذا” لكننا ثابرنا”.
لا تعتبر الصديقات الأربع انفسهنّ عالمات لكنهنّ فزن فعلا بعدد من الجوائز الدولية وفرضن الاعتراف ببلد غالبا ما يتمّ تجاهله في مجال العلوم: “” قد لا تجتذب فكرة بعث المشاريع الكثيرين، لا سيما في بلدنا، لكن النّجاحات على غرار المرتبة الثانية التي فزنا بها في مسابقة الابتكار التّكنولوجي للمرّة الأولى بالنسبة للفلسطينيين هي خير دليل على أن شعبنا، بما في ذلك الفتيات، يستطيع أن ينجز الكثير”.
يمثّل برنامج التعاون عبر الحدود في حوض البحر الأبيض المُتوسط للآلية الأوروبية للجوار أكبر مبادرة للتّعاون عبر الحدود ينجزها الاتحاد الأوروبي في إطار الآليّة الأوروبيّة للجوار وهو برنامج يجمع مختلف الأقاليم السّاحليّة لأربعة عشر بلدا من الاتحاد الأوروبي ومن البلدان الشريكة لتعزيز التّنمية العادلة والمنصفة والمستدامة على جانبي الحدود الخارجيّة للاتحاد الأوروبي مع العمل على رفع التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة المشتركة.
يعمل البرنامج على تحقيق أهدافه من خلال تمويل مجموعة من مشاريع التّعاون بناء على أربعة أهداف مواضيعيّة: المؤسّسات الصغّرى والمتوسّطة وتنمية الاعمال؛ نقل التّكنولوجيا والابتكار؛ الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفقر؛ البيئة وتغيّر المناخ.