الذكرى الخامسة والسبعين لإعلان شومان

مايو 15, 2025
مشاركة في

يوافق يوم أوروبا، 9 ماي/مايو، الذكرى الخامسة والسبعين لإعلان شومان وهي وثيقة جريئة تمثّل اليوم أصل الاتحاد الاوروبي. منذ سنة 1985، يتم الاحتفال بيوم أوروبا في 9 ماي/مايو. كان الإعلان قصيرا بشكل يلفت الانتباه حيث لم تتجاوز النسخة الإنجليزية ألف كلمة لكن محتواه كان ثوريّا من سطره الأوّل الشّهير: “لا يمكن حماية السلام العالمي دون بذل جهود خلاقة تتناسب مع المخاطر التي تهدده”.

تقول ميرة المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب، بيلفي تورستي: “كان يوجد اعتقاد راسخ بأن التعاون الاقتصادي هو الآلية المستدامة للتعاون، وبالتالي السلام”. نشأ الإعلان عن وثائق مختلفة صدرت في السنوات السابقة. صاغ ثلاثة إيطاليين بيان فينتوتين في جوان/ يونيو 1941، وتم اعتماده كبرنامج للحركة الفيدرالية الأوروبية بعد ذلك بسنتين. سنة 1944، تبنت شبكة المقاومة القتالية في الجزائر الميثاق الثوري للرجال الأحرار، ساخرة من “السيادة الوهمية” وحثت على “مسيرة نحو الوحدة”. 

تجدر الإشارة إلى أن أحد أعمق موروثات شومان وزملائه يوجد في مجال التعليم حيث يوفر المركز الأوروبي روبارت شومان أدوات بيداغوجيّة لتعليم التاريخ والتحديات والمستقبل المحتمل لأوروبا ويدرّب قرابة 5000 طالب و1200 مدرّس متدرّب. تعتقد تورستي أن المهمة التي تولّاها شومان تزدهر من خلال التعليم وتقول في هذا الصّدد: ” من المهمّ أن نشير إلى أنّ فكرة الاتحاد الأوروبي تكتسب المزيد من الشعبيّة كلّما اتّخذ هذا الأخير خطوات في مجال التعليم والتعلم. لقد أصبح من الشائع جدا أن يدرس الطّلبة فترة من مسارهم الدّراسي في بلد مختلف عن البلد الذي بدأ فيه دراسته حتّى انّنا إذا تحدّثنا مع من ولدوا بعد السبعينات فأغلبهم ليسوا على علم أن برنامج ايرسموس للمبادلات الدّراسيّة لم يكن موجودا من قبل”.   

توجد تقاطعات أخرى بين رؤية شومان ورؤية المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب. فقد أدرك شومان أن أوروبا يجب أن تكون أوسع بكثير من التحالف الفرنسي الألماني وتوجّه بنظره إلى الشرق (أدان بشدة القمع السّوفياتي في بودابست في أكتوبر ونوفمبر 1956) وتحدث عن تمكين “تنمية القارة الأفريقية”.  ومن خلال عملها في مجال التعليم خارج حدود الاتحاد الأوروبي، تبرهن المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب على أن صلتها بشومان وبالمركز الأوروبي روبارت شومان متينة جدّا. 

اقرأ في: English Français