في ورشة العمل الاستشارية الوطنية الأخيرة حول الهيدروجين الأخضر في القاهرة، شارك الدكتور عمرو البرادعي، المدير العام للهيدروجين الأخضر في الشركة المصرية لنقل الكهرباء وعضو المجلس الاستشاري الصناعي لشبكة MED-GEM ، وجهة نظره حول تطوير هذه الصناعة الناشئة في مصر وخارجها. قال الدكتور البرادعي: “تعد مبادرة MED-GEM المموّلة من الاتحاد الأوروبي ، منصة متميزة لتيسير الحوار الاستراتيجي بين دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وهي تضع الأساس لإنشاء صناعة هيدروجين أخضر عالمية.”
بفضل مواردها الطبيعية الوفيرة وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، تتمتع مصر بوضع جيد يؤهّلها للاضطلاع بدور رئيسي في هذا المجال ورغم إحراز تقدم كبير فيما يتعلّق بالأطر التنظيمية، لا يزال التمويل يمثل تحديا رئيسيا. يقول الدّكتور البرادعي في هذا الصّدد: “من سيتحمل المخاطر المالية لهذه الاستثمارات الضخمة؟” ويعتبر أنّ الإجابة تكمن في التعاون الدولي وتبادل الخبرات: ” ما زلنا في بداية منحنى التعلم وسيمكّننا العمل معا من التغلب على العقبات وتحقيق أهدافنا المشتركة”.
تسعى مصر إلى تحقيق هدف طموح يتمثّل في توليد 114 جيجاوات من الطّاقة المتجدّدة أي انّها لن تقتصر على تلبية احتياجاتها من الطّاقة بل تهدف إلى أن تصبح موردا رئيسيا للهيدروجين الأخضر إلى أوروبا: “لا يتعلق الأمر بالتصدير فقط بل أيضا بدمج الهيدروجين الأخضر في الاقتصاد المحلي، وهو أمر ضروري لانتقال الطاقة المستدام “.
اختتم الدكتور البراديعي حديثه بتفاؤل: “لا تزال هذه الصناعة حديثة العهد، لكن بفضل مبادرات مثل مبادرة MED-GEM والتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لدينا فرصة فريدة لتشكيل مستقبل طاقيّ مستدام ومزدهر لمصر والعالم.”
يسلط هذا الحوار المنظم بين الجهات المعنيّة الوطنيّة والدوليّة الضوء على أهمية اتباع نهج تعاوني لرفع التحديات التقنية والمالية والسياسية مع اغتنام الفرص التي يوفرها الهيدروجين الأخضر.