في أكتوبر 2025، استضافت مصر محطة رئيسية من تدخّلات مشروع الصّناعة الخضراء التّابعة لمنظّمة سبارك الذي يموّله الاتحاد الأوروبي و تنفّذه على المستوى المتوسط حاضنة جسر -مصر الخير. تعاونت جسر-مصر الخير مع قمة Techne 2025 وهي فعالية دولية للاستثمار وريادة الأعمال تقام في مصر وتركّز على منطقة البحر الأبيض المتوسط. يهدف هذا التّعاون إلى ربط الشركات الناشئة والمستثمرين ومنظمات دعم الأعمال والشركات لتعزيز الابتكار وتطوير الشراكات.
وفي هذا السياق، نظّمت جسر- مصر الخير حلقة نقاش بعنوان “تمكين التحول الأخضر في مصر: الدور الاستراتيجي لمنظمات دعم الأعمال ” جمعت فيها خبراء من الحكومة المصرية والأوساط الأكاديمية والاستشارات والقطاع الخاص. استكشفت الجلسة كيف يمكن للجهات المختلفة تعزيز التحول الأخضر في مصر بشكل جماعي من خلال الابتكار وبناء القدرات وريادة الأعمال.
قدمت حلقة النّقاش نظرة شاملة على التحول الأخضر في مصر من خلال وجهة نظر المؤسسات العامة والأوساط الأكاديمية والمبتكرين في القطاع الخاص. كشفت كل وجهة نظر كيف أن جهات مختلفة، مثل منظمات دعم الأعمال أو المنظّمات العاملة معها، تساهم في تعزيز منظومة الاستدامة في البلاد. في مداخلته، ألقى ممثل وزارة الصّناعة، الدكتور محمد عبد الحميد، الضوء على شبكة مصر التي تضم 12 مركزا تقنيا تغطي قطاعات من المنسوجات إلى البلاستيك والأثاث وقال في هذا الصّدد: “يمتد دورنا من تصميم المنتج إلى التحقق من النماذج الأولية والدخول إلى السوق ونحن نولي الأولوية لكفاءة استخدام الموارد، وإدارة النفايات، ودعم ممارسات التصنيع الأخضر. من وجهة نظرنا، تتعلّق الاستدامة بتحسين الأداء مع الحدّ من الانبعاثات والهدر.”
استنادا إلى المنظور الهيكلي للحكومة، أكد الدكتور محمد جلال على الدور المحوري للدّوائر الاكاديميّة في ترسيخ التفكير الريادي الأخضر في وقت مبكر. قال في هذا السّياق: ” الجميع من مهندسين وعلماء ومحاسبين ينطلقون كطلبة ونحن نغرس فيهم العقليات الريادية وريادة الأعمال منذ بداية رحلتهم.” في جامعة الأزهر، تدعم ست حاضنات تكنولوجية الطّلبة من مرحلة الفكرة إلى التّسويق. من خلال مبادرات مثل النّوادي الالكترونيّة والهاكاثونات والشراكات مع منظمات مثل مصر الخير وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، تشجع الجامعة الابتكار التطبيقي وقد تمّ إلى حدّ الآن احتضان أكثر من 250 شركة ناشئة.
في هذا السياق، تعمل الجامعات كمنظمات أكاديمية لدعم الاعمال إذ توفر للمبتكرين الشباب إمكانية الوصول إلى المختبرات والرافقة من طرف الخبراء، وفرصا لتحويل الأفكار إلى مشاريع خضراء قابلة للحياة. كما أبرز الدكتور جلال ريادة الأعمال الدّاخليّة أو قدرة الخريجين على الابتكار داخل المؤسسات القائمة كوسيلة لمنظّمات دعم الأعمال لتوسيع تأثيرها إلى ما هو أبعد من إنشاء الشركات الناشئة.
تماشيا مع الرؤى الأكاديمية والسياسية، شارك المهندس محمد إيهاب، المؤسس المشارك لمنظّمةWaste Marche، تجربة القطاع الخاص في التعامل مع واقع السوق الخضرا ء. تستمد اليوم Waste Marche معظم إيراداتها من الاستشارات وبناء القدرات لفائدة الشركات الصغرى والمتوسطة وهي تعمل الان كمنظّمة خاصّة لدعم الأعمال، مما يعكس كيف يمكن للمرونة والانخراط في النظام البيئي أن تدعم المشاريع الخضراء ضمن تغير واقع السوق، وذلك من خلال دعم الشركات الأخرى في انتقالها الأخضر.
سوريا