سيّدي الرّئيس،
حضرات الأعضاء المحترمين،
لا توجد كلمات يمكنها أن تصف ألم أوروبا أو ألم جميع من يعانون حول العالم.
(…) حضرات الأعضاء المحترمين، أنا واثقة من أنّ أوروبا تستطيع تشكيل هذا العالم الجديد إذا ما عملنا معا وأعدنا اكتشاف روحها الرّياديّة ولهذا الغرض أودّ أن اسوق جملة من بيان فنتوتيني كتبها اثنان من أكبر حكماء إيطاليا وأوروبا: ارنستو روسي و التيارو سبينلّي، أحد آبائنا المؤسّسين. كان الاثنان في ذروة الحرب مسجونين في جزيرة نائية في فترة بدا فيها أمل تحقيق أوروبا موحّدة حلما ضائعا، فكتبا هذه الكلمات لإعادة الثقة فينا: لقد حان الوقت الذي يتعيّن علينا فيه أن نعرف كيف ننبذ الأعباء القديمة ونستعدّ للعالم الجديد المقبل علينا والذي سيكون مختلفا عمّا تصوّرناه.
أصدقائي، لقد حان الوقت مرّة أخرى، حان الوقت لنضع وراءنا الانقسامات القديمة والنّزاعات وتبادل الاتهامات ولنخرج عن مواقفنا الرّاسخة لنكون على اتمّ الاستعداد لذلك العالم الجديد. لنوظّف كامل سلطة روحنا المشتركة وقوّة هدفنا المتقاسم. ولا بدّ أن تكون نقطة الانطلاق العمل على إضفاء المزيد من الاستدامة والصّمود على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا وطريقة عيشنا.
ولوجود الأجوبة في هذا العالم الجديد نحن في حاجة للتحلّي بالشجاعة والثقة والتّضامن كما نحتاج إلى استثمارات كبرى لإعادة إطلاق اقتصاداتنا. نحن نحتاج إلى خطّة مارشال لإنعاش أوروبا ولا بدّ من إرساء الخطّة فورا. لا تتوفّر لنا حاليّا سوى آليّة واحدة تثق فيها كافّة الدّول الأعضاء وهي متوفّرة بعدُ ويمكنها أن تأتي أكلها بسرعة وهي آليّة شفّافة برهنت على فعاليّتها عبر الزّمن كأداة للتّماسك والتّقارب والاستثمار.
أنا اتحدّث عن الموازنة الأوروبيّة التي ستكون المركبة الأمّ نحو تأمين انتعاشنا.
للاطلاع على المزيد