تواجه البلديات في منطقة بعلبك في لبنان تحديات بيئية كبرى تفاقمت بسبب الضغوط الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية الاستثنائيّة حيث تسبّبت العديد من القضايا مثل ندرة المياه ومشاكل إدارة النفايات والتلوث وفقدان التنوع البيولوجي في جعل المنطقة عرضة بشكل متزايد لتداعيات تغير المناخ.
لرفع هذه التحديات، يعمل اتحاد بلديات بعلبك على وضع خطة شاملة للحد من الانبعاثات وتحسين المناخ وتعزيز استخدام الطاقة المستدامة. يندرج هذا الجهد في إطار مشروع كليما-ميد الممول من الاتحاد الأوروبي، “العمل من أجل المناخ في جنوب البحر الأبيض المتوسط” الهادف إلى دعم مناطق مثل بعلبك في مواجهة تداعيات تغيّر المناخ.
خلال اجتماع دار مؤخرا، اجتمعت شخصيات رئيسية من بلديات المنطقة واللجان التقنيّة لمناقشة هذه المبادرة والاحتفاء بها وسلطت ابتسام الحريري الضوء على التزام الاتحاد بالتنمية المستدامة، مشددة على أهمية المشاريع التي لا تعمل على تحسين مستويات المعيشة فحسب، بل تعزز أيضا التعاون الإقليمي. كما شددت الحريري على العلاقة الحاسمة بين التنمية المستدامة والإجراءات البيئية، مشددة على دور مشروع كليما ميد في مكافحة تغير المناخ والحدّ من الأضرار البيئيّة.
منذ انضمامها إلى كليما-ميد في جويلية/يوليو 2023، شاركت البلديات بما في ذلك ايعات ومقنة وحوش تل صفية ومجدلون ودوريس على نحو فعّال في انتظار التحاق المزيد من البلديّات قريبا.
المشاريع مثل كليما-ميد، التي تركز على تقديم المساعدة التقنية وبناء القدرات وتعزيز الممارسات المستدامة، ضرورية لتحسين الظروف البيئية في مدن مثل بعلبك. يهدف مشروع كليما-ميد، الذي تم إطلاقه سنة 2018، إلى تعزيز الأمن الطّاقي والقدرة على التكيف في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط الشريكة، لتعزيز انتقالها نحو اقتصاد خفيض الكربون وصامدة للمناخ، وبالتالي المساهمة في سياقات اجتماعية واقتصادية أكثر استقرارا وكفاءة وتنافسية صامدة للمناخ.