مرّت سنة على بدء الصراع في غزة وحولها. ومنذ ذلك الحين والحرب مستمرّة وانتشرت بطرق عديدة.

لقد تحدثنا عن الوضع في غزة أمس. عندما نتوجّه إلى معبر رفح – المغلق بالمناسبة – نستطيع سماع دوي الانفجارات في الجانب الآخر. يمكن أن نرى المستودعات مليئة بالتبرعات التي تأتي من جميع أنحاء العالم ولا يمكنها الدخول، لأنها مرفوضة لأسباب تافهة إلى حد ما مثل أن تكون أكياس النّوم الخضراء ممنوعة أو المقص الصّغير لقطع الضمادات لأنه سلاح خطير.

هذا ما يحدث على الحدود مع غزة. لكن منذ ذلك الحين، انتشر الصراع في جميع أنحاء المنطقة وهو الآن يمسّ جنوب لبنان ولا يمكن فصل هذه الأزمة عن الأخرى. 

والآن تقصف إسرائيل لبنان بشكل مكثف، بعد سلسلة من تبادل إطلاق النار المستمر على طول الخط الأزرق. وقد دخلت القوات الاسرائيليّة إلى الأراضي اللبنانية مع تفجيرات كثيفة بشكل غير عادي. تشير الأرقام إلى أن ما يقرب من 20٪ من سكان لبنان قد تمّ تهجيرهم وعبر حوالي 150 ألف إلى سوريا. ويقدر عدد الضحايا المدنيين بحوالي 2000 شخص والتفجيرات في المدينة لا تطال الأحياء الشيعية فحسب، حيث من المفترض أن يكون لحزب الله بنيته التحتية، بل تمسّ أجزاء مركزية جدا من المدينة.

لقد أدنا هجمات حزب الله ضد إسرائيل خلال الأشهر القليلة الماضية.  وبدأ العمل على تنظيم وساطة دولية بقيادة فرنسا والولايات المتحدة لمحاولة وقف التصعيد ووضع حد لتوسّع نطاق الحرب. تمّ تقديم اقتراح لوقف إطلاق النار شارك فيه الاتحاد الأوروبي، إلى جانب فرنسا والولايات المتحدة والعديد من الدول العربية، يدعو إلى تعزيز [تنفيذ] القرار 1701، الذي مضى عليه 20 سنة. 20 سنة ولم يتم تنفيذه بعد.

عبّء الاتحاد الأوروبي 40 مليون يورو من المساعدات الإنسانية لمساعدة للمتضرّرين من أحداث الأسبوع الماضي. ونحن ننسق مع الدول الأعضاء عملية قنصلية للتحضير لعودة مواطنينا. يوجد حوالي 45 ألفا منهم في لبنان، لكن يبدو أن طلبات العودة غير مكثّفة حاليّا وعروض العودة تتجاوز الطّلب. 

لا شكّ في ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار عبر القنوات الدبلوماسية. ولا شكّ في أنّ لبنان يعاني من مشكلة سياسية داخلية يجب أن يتولّى اللبنانيون حلّها بأنفسهم.