قد يكون فيروس كورونا اختبارا حاسما للعلاقات الأورومتوسطيّة التي كانت بعد متوتّرة أو في أفضل الحالات معلّقة لأسباب مختلفة حتّى قبل الأزمة.
في الوقت الذي تتمّ خلاله كتابة هذه الأسطر مازال الوقت لم يحن لتحديد مدى القوّة التي سيضرب بها الفيروس بلدان المغرب العربي والمشرق ومازالت هنالك عدّة أسئلة مطروحة فيما يتعلّق بموثوقيّة الأرقام الرسميّة والسيناريوهات المستقبليّة. لكن حتّى وإن اعتبرنا أكثرها تفاؤلا فينتظر أن تكون تداعيات الأزمة وخيمة على المنطقة وستكون استجابة الاتحاد الأوروبي محدّدة ومقيّدة بسلسلة من العوامل المختلفة لكن رغم العديد من العوائق بدأ الاتحاد الأوروبي في تجميع قواه على نحو سريع نسبيّا.
لن يكون العمل كالمعتاد خيارا متوفّرا على مستوى علاقات الاتحاد الأوروبي مع جواره الجنوبي لا خلال هذه السنة ولا حتّى بعد سنة 2020 على الأرجح ذلك أنّ الشراكة الأورومتوسطيّة قد تتطلّب إعادة تشكيلها نتيجة لتفشّي فيروس كورونا.
سيكون من الضّروريّ على الاتحاد الأوروبي تكييف الأدوات المتوفّرة له في إطار السياسة الأوروبيّة للجوار للموازنة بين مصالحه الأساسيّة على مستوى الأمن والهجرة وأولويّاته السياسيّة الجديدة على غرار الصّفقة الخضراء والواقع الجديد المنبثق عن الأزمة وعلى الاتّحاد الأوروبي أن يتحلّى في خضمّ ذلك بالمرونة والابتكار حيث يحتاج إلى إعادة خلق ذاته داخليّا وإيجاد أدوات جديدة للتّعامل مع الوضع و هو أمر ينطبق حتما على سياساته الخارجيّة أيضا.