يشير تحليل العرض على مستوى اليد العاملة في بلدان جنوب المتوسّط إلى أنّه لا يمكن دفع فرص العمل سوى عبر حزمة من السياسات بعيدة المدى ولا بدّ من تحسين جودة الأنظمة التربويّة لتتمكّن الشركات والمؤسّسات من الحصول على عمّال من جودة عالية ولظهور روّاد أعمال محتملين. كما ينبغي توسيع نطاق التّغطية الاجتماعيّة لتشمل القطاع الخاص كي يصبح أكثر جاذبيّة للعمّال وللحدّ من العمل غير النّظامي ممّا يساهم بدوره في خلق الفرص الذاتيّة ومن شأن الاصلاح المؤسّسي على المستوى الحكومي وداخل السّوق أن يدعم هذا المسار إلى حدّ كبير.
أمّا على المدى المتوسّط، فخليط النموّ الدّيمغرافي وضعف المستوى الدّراسي وشحّ فرص العمل في المنطقة يشكّل عاملاً دافعًا لتدفّقات المهاجرين لذلك يكتسي اعتماد سياسة مستدامة في مجال الهجرة في صالح بلدان المنشأ وبلدان الوجهة أهميّةً قصوى.
أخيرًا، يشير البحث كذلك إلى أنّ البيانات المتوفّرة في المنطقة تشكّل حاجزًا أمام تحديد المشاكل داخل سوق العمل وأمام اعتماد التّدابير السياسيّة الملائمة ومتابعة تنفيذها.