تحلّل هذه الدّراسة انتشار التّعليم المفرط وخصائصه ضمن اليد العاملة المتخرّجة من الجامعات التّونسيّة ويشير مفهوم التّعليم المفرط إلى الوظائف التي يحمل فيها العامل مستوى تعليميًّا يتجاوز الشروط المطلوبة لتلك الوظائف وتستخدم الدّراسة البيانات المتوفّرة في المسح الوطني لسنة 2013 للسكّان والعمل ونموذج PROBIT في محاولة لاستكشاف العوامل الكامنة وراء التّعليم المفرط.
يؤكّد التّحليل الاقتصادي القياسي على أنّ الخصائص الفرديّة وخصائص الوظيفة يلعبان دورًا أساسيًّا في تفسير حالة التّعليم المفرط لدى حاملي الشهادات وتشير النّتائج إلى أنّ عددا هامّا من اليد العاملة التّونسيّة مؤهّل بدرجة أكبر مما هو مطلوب للوظيفة التي يشغلونها (19.8%) أمّا على مستوى توزيع اليد العاملة ذات التّعليم المفرط حسب النّوع الاجتماعي فإنّ نسبة الذّكور (41.2%) تفوق نسبة الاناث (40.3%).
وتشير النتائج كذلك إلى أنّ نسبة العملة الذين تتجاوز مؤهّلاتهم شروط وظيفتهم هي أرفع لدى حاملي الاجازة في الأدب العلوم الاجتماعية و العلوم الصّحيحة و الاقتصاد و التصرّف و القانون.