إحياء مسار الدرب الأحمر| رحلة إلى رمضان القاهرة ما بين “موكب القلعة” وفول “قطة”

أبريل 15, 2025
مشاركة في

ينطلق الموكب من عند القلعة، ويتقدمه رجال يحملون مشاعل وعصي يؤدوون بها حركات مختلفة. ووسطهم؛ كان العازفون؛ يمتطي بعضهم ظهور الجمال وآخرون على ظهور الحمير ويضربون على طبل أو يعزفون على آلات النفخ. ثم يقطعوا سويًا دروب القاهرة الضيقة، لإخبار أهلها بميلاد الهلال وأنها ليلة أول أيام شهر رمضان. بعد عدة قرون- في المكان نفسه والذي بات اسمه “باب الوزير”، يخرج الصوت من التلفاز عاليًا: “غدًا أول أيام شهر رمضان”، فيزين محمد علي مطعمه الذي يقدم “الفول والطعمية” ويفرش طاولاته أمام مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان التي مَر عليه الموكب في ذلك اليوم. فيستعد لأول وجبة سحور وبداية أفضل مواسمه. وقد بدا هذا المطعم مميزًا عن أمثاله بالمنطقة. فهو يتوسط المسار السياحي بالدرب الأحمر، ذلك المسار الرابط بين المباني التاريخية وأسواق الحرف اليدوية، والذي عَمل على ترميم مساجده وتطوير محاله مشروع مؤسسة الأغاخان ووزارة السياحة والآثار بدعم وتمويل الاتحاد الأوروبي. ولمسافة تمتد بطول 2 كيلومتر تقريبًا، يسحب ذلك المسار زائره إلى عوالم.أخرى. وتتجلى في كل زاوية منها خلال هذه الأيام، طقوس رمضان مثلما كانت منذ قرون

“يا أتباع أفضل خلق الله! صوموا، صوموا”، مرة بعد مرة، تردد الفرق الهتاف بصوت عالِ وهي تجوب كل عطفة بالقاهرة لتبشر سكانها بحلول رمضان، بعد أن وصل خبر رؤية الهلال إلى القاضي، فتتلألأ الجوامع بالأنوار، وتُعلق المصابيح عند مداخلها وأعلى مآذنها.

ثم يملأ الناس الشوارع، يسهرون ويتغنون داخل الأزقة التي يحط بها سور القاهرة الفاطمية، السور الذي شيد ثلاث مرات، الأولى من الطوب اللبن على يد مؤسسها جوهر الصقلي (قائد جيوش الفاطميين)، والثانية من بدرالدين الجمالي (وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله)، والثالثة في زمن صلاح الدين الأيوبي الذي مدده إلى القلعة ثم إلى الفسطاط ليحيط بالعاصمة كلها.

وبقي من سور صلاح الدين جزءا كبيرًا، تتحرك من عنده الآن السيارات الكهربائية المكشوفة “جولف كار” والتي وفرها مشروع المسار السياحي ليستقلها الزوار نحو المحطات تباعًا.

اقرأ في: English Français
العلامات
الثقافة