يوم 16 سبتمبر، نظمت بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر بالتعاون مع شبكة MEDIA CONNECT ضمن برنامج الجوار الأوروبي جنوب ماستر كلاس حول تقديم النشرات الإخبارية التلفزيونية.استقبلت الورشة مجموعة من الصحفيين الشباب وطلبة الإعلام من مختلف الولايات، وجمعتهم في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر العاصمة لتجربة عملية في مجال تقديم الأخبار، من الوقوف أمام الكاميرا إلى التعامل مع البث المباشر وصياغة النشرة التلفزيونية. الهدف كان واضحًا: تعزيز المهارات الصحفية لدى الجيل الجديد وتزويدهم بخبرة ميدانية قريبة من واقع العمل الإعلامي.

جيل جديد أمام الكاميرا

  في أجواء مليئة بالحيوية والطموح، احتضنت بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر يوم 16 سبتمبر ماستر كلاس حول تقديم النشرات الإخبارية التلفزيونية، نظمته بالتعاون مع شبكة MEDIA CONNECT في إطار برنامج الجوار الأوروبي جنوب. كان الهدف أبعد من مجرد تدريب تقني: منح الجيل الجديد من الصحفيين الشباب وطلبة الإعلام فرصة لاكتشاف كواليس المهنة والتعلّم من تجربة حقيقية في قلب العمل الإعلامي.

قادت الإعلامية الجزائرية ريم عماري الجلسة بخبرة ودفء واضحين، مقدّمة للمشاركين لمحة واقعية عن التحديات اليومية التي يواجهها مقدّمو النشرات الإخبارية، من الوقفة أمام الكاميرا إلى التعامل مع البث المباشر وصياغة الأخبار بدقة وسلاسة.

تنوّعت لحظات الورشة بين التدريب العملي والنقاش المفتوح، ما جعلها تجربة غنية ومُلهمة لكل من حضرها. شارك في الورشة مجموعة من الصحفيين الشباب وطلبة الإعلام القادمين من مختلف ولايات الجزائر، التقوا وتبادلوا الخبرات في بيئة تفاعلية جمعت بين الشغف والمعرفة. وركّزت الجلسة على أربعة محاور أساسية: كتابة النشرة التلفزيونية، الوقفة أمام الكاميرا، البث المباشر، ومخارج الحروف،  عناصر أساسية لصناعة نشرة إخبارية ناجحة.

ما ميّز اللقاء لم يكن فقط الجانب المهني، بل الروح الجماعية التي سادت بين المشاركين، والفضاء الآمن الذي أُتيح لهم للتجربة، للخطأ، وللتعلّم. هكذا تحوّل هذا اليوم التدريبي إلى مساحة لتبادل الأفكار وبناء الثقة وفتح آفاق جديدة أمام جيل يؤمن بقوة الإعلام وقدرته على صنع التغيير.

 التزام متجدد بدعم الإعلام الشبابي

كانت الورشة رسالة واضحة من بعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر تؤكد التزامها المتواصل بدعم الإعلام الشبابي وخلق مساحات للتعلّم والتبادل. وخلال كلمته الافتتاحية، شدد سعادة سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر السيد دييغو ميلادو على أهمية تمكين الشباب وإتاحة الفرص أمامهم لاكتساب مهارات عملية تعزز حضورهم في المشهد الإعلامي.
قال ميلادو: “مثل هذه المبادرات تمثل فرصة للشباب الجزائري لاكتساب مهارات عملية تعزز حضورهم في المشهد الإعلامي وتفتح لهم المجال ليكونوا صانعي تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.”

وأضاف السفير مؤكدًا حرص الاتحاد الأوروبي على مواصلة هذا النوع من التعاون:
“نحن على أتم الاستعداد لتعزيز تعاوننا مع شبكة MEDIA CONNECT من أجل خلق المزيد من الفرص للشباب الجزائري، لأننا نؤمن أن الاستثمار في قدراتهم هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.”

 شغف وتجربة تلهم الجيل الجديد

من جانبها، عبّرت الإعلامية ريم عماري، التي أدارت الماستر كلاس، عن سعادتها بمشاركة تجربتها مع الجيل الجديد من الصحفيين. وقالت: “لقد كان لي الشرف أن أشارك مع الصحفيين الشباب خبرتي في تقديم النشرات الإخبارية التلفزيونية، حيث تبادلنا النقاش حول الثقة أمام الكاميرا، والتحكم في الأعصاب أثناء البث المباشر، وضبط مخارج الحروف.”

وأضافت بابتسامة تعكس فخرها بما رأت: “أكثر ما أسعدني هو أنني وجدت في المشاركين شغفًا كبيرًا وإصرارًا على التعلم، وهذا ما جعلني واثقة من أن مستقبل الإعلام في الجزائر بين أيادٍ واعدة.”

لم يخفِ المشاركون حماسهم بعد انتهاء الورشة، واصفين التجربة بأنها نقطة تحول في مسارهم المهني، وفرصة نادرة للغوص في عالم الإعلام من الداخل.اكتشف الشباب تفاصيل العمل التلفزيوني كما لو كانوا داخل استوديو حقيقي، يتعاملون مع الكاميرا والوقت والخبر.

تقول حداد مارية هند، طالبة إعلام شاركت في الماستر كلاس“كانت هذه الماستر كلاس أكثر من مجرد فرصة للقاء الإعلامية ريم عماري والتعلم من خبرتها. لقد أخذتنا إلى عالم الإعلام الحقيقي، وكأننا بالفعل داخل استوديو لتقديم نشرة الأخبار. كانت تجربة ثرية، قيمة وغنية بالمعلومات، ولا يسعني إلا أن أشكر الإعلامية ريم عماري وبعثة الاتحاد الأوروبي في الجزائر على هذه المبادرة المميزة.”

الاتحاد الأوروبي والإعلام… شراكة لصناعة جيل مؤثر

جسّدت هذه التجربة الحية الدور الإيجابي والمحوري الذي يلعبه الاتحاد الأوروبي في الجزائر من خلال مشاريعه الميدانية وبرامجه الهادفة إلى دعم وتمكين الشباب. فالاتحاد الأوروبي يسعى إلى إحداث أثر ملموس في حياة الأفراد والمجتمعات عبر منحهم الأدوات والمعارف التي تجعلهم فاعلين في مسار التنمية، سواء في مجال الإعلام أو في قطاعات أخرى كريادة الأعمال، والبيئة، والتعليم، والثقافة.

ويأتي تنظيم هذا الماستر كلاس ضمن سلسلة من المبادرات المدعومة من قبل برنامج الجوار الأوروبي جنوب EU Neighbours South، من خلال MEDIA CONNECT، الذي يعمل على تعزيز المهارات الصحفية وبناء قدرات الشباب الإعلاميين في مختلف بلدان الجنوب.

وبفضل هذه المبادرة، أُتيح للشباب الجزائري فرصة فريدة للغوص في كواليس تقديم الأخبار التلفزيونية، واكتشاف الجانب الإنساني لمهنة الصحافة التي تبدو بسيطة من الخارج، لكنها في الواقع تتطلب انضباطًا، تركيزًا، وحسًّا عاليًا بالمسؤولية.لقد خرج المشاركون من التجربة وهم أكثر وعيًا بأهمية الإعلام كقوة قادرة على التأثير والتغيير، وأكثر إصرارًا على أن يكونوا جزءًا من هذا التغيير الذي يطمح إليه الجيل الجديد في الجزائر والمنطقة.