جائزة سمير قصير 2024: الاحتفال بالشجاعة والتميّز في مجال الصّحافة

يوليو 18, 2024
مشاركة في

أقيمت الدورة 19 لجائزة سمير قصير في بيروت وشكّلت الحرب في غزة محورا أساسيّا في الخطابات التي ألقتها مختلف الشخصيات، بما في ذلك أعضاء لجنة التحكيم وممثلو مؤسسة سمير قصير ومركز سكايز والصحفيّون. كما ركزت عدة مقالات مختارة على الحرب، وسلطت الضوء على الدّمار الذي تخلّفه وعشرات الآلاف من القتلى التي تتسبّب فيها. أقيم الحفل في قصر سرسق الذي لا يزال يحمل ندوب انفجار أوت/أغسطس 2020 في مرفأ بيروت. جمعت التّظاهرة عددا كبيرا من الدبلوماسيين والشخصيات السياسية والمثقفين والصحفيين. أقيم حفل توزيع الجوائز هذا العام في غياب جيزيل خوري، الصحفية وزوجة سمير قصير ومؤسّسة مركز سكايز، التي توفيت في أكتوبر الماضي بعد صراع طويل مع المرض.

تكريم حريّة الصّحافة 

تولّى الاتّحاد الأوروبي إنشاء جائزة سمير قصير وتمويلها، التي يُعترف بها دوليا كجائزة رائدة لحرية الصحافة وهي أرفع جائزة للصحافة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج العربي. منذ سنة 2006، يقام حفل توزيع الجوائز سنويا لإحياء ذكرى اغتيال الصحفي اللبناني سمير قصير في 2 جوان/يونيو 2005 في بيروت، احتفالا بحياته وقيمه وذكراه.

بهذه المناسبة، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان، ساندرا دي وايلي: “أنشأ الاتحاد الأوروبي جائزة سمير قصير تكريما لحياته وما كان يمثله، ولتذكيرنا بأنه دفع ثمنا باهظا لعمله. لقد فقد الكثير من الصحفيين حياتهم في العمل أو لمجرد تعبيرهم عن آرائهم. واسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لتكريم الرجال والنساء الشجعان الذين قُتلوا أو جُرحوا في الأشهر الأخيرة لينقلوا لنا الأخبار من غزة أو جنوب لبنان. يجب أن نذكّر دائما وابدا بأنّ الصحفيّين ليسوا أهدافا”.

الجائزة مفتوحة للصحفيين المحترفين من 18 دولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة الخليج. هذا العام، شارك في المسابقة عدد قياسي بلغ 354 صحفيا من الجزائر والبحرين ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وسوريا وتونس واليمن.

أكد مالك مروة، الرّئيس بالإنابة لمؤسسة سمير قصير، أن جائزة سمير قصير تجمع عددا من ألمع شباب المنطقة الذين “يظهرون نضجهم ووعيهم المتميزين ويمهدون الطريق لمستقبل متسامح”، رغم المأساة التي يعيشها الصحفيّون في المنطقة وفي فلسطين على وجه الخصوص. 

تُمنح الجوائز في ثلاث فئات هي التّحقيق الاستقصائي والتّقرير الاخباري السّمعي البصري ومقال الرّأي. 

الفائزون بجائزة سمير قصير: التّحقيق في البلوغ القسري وانتهاك المواقع التّاريخيّة وصراع المغتربين

فازت السّوريّة هديل عرجه في فئة التّحقيق الاستقصائي عن الاستقصاء الذي قامت به تحت عنوان: “البلوغ القسري في مخيمات الشمال السوري” ونشرته في درج ميديا و Tiny Hands. يسلط هذا التقرير الضوء على إحدى الانتهاكات غير المعروفة التي تتم ممارستها على الفتيات في مخيمات المهجّرين بالدّاخل في شمال سوريا وتتمثّل في استخدام بعض العائلات أدوية هرمونية لتسريع عملية البلوغ لدى الفتيات الصغيرات بهدف تزويجهن.

 

ذهبت الجائزة في فئة “التقرير الإخباري السمعي البصري” إلى أصيل ساريه من اليمن عن تقريره بعنوان “التعدي على المواقع التاريخية” الذي تم بثه على قناة اليمن اليوم بدعم من إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).  تناول التقرير الاستيلاء غير القانوني على المواقع الدينية التاريخية التابعة لمختلف الأقليات في مدينة عدن اليمنية.

 فيما حصل المصري المقيم في الولايات المتحدة عبد الرحمن الجندي (29 سنة) على الجائزة في فئة “مقال الرأي” عن مقاله ” أهناك حياة قبل الموت؟” الذي تمّ نشره في المنصّة. يعكس هذا المقال نضالات المهاجرين من أصول عربيّة المقيمين في الغرب ممّن يدافعون عن حقوق الإنسان وعن القيم المهمّة بالنّسبة لهم. يعتبر الصحفيّ في وصفه لهم:” أنّهم عالقون بين اضطهاد الأنظمة الاستبدادية في وطنهم والعنصرية التي تواجههم في المنفى”.

 

اقرأ في: English Français