مكاني: تحسين مهارات الشباب لتحقيق انتقال ايجابيّ نحو مرحلة البلوغ

أغسطس 26, 2024
مشاركة في

استجابة للأزمة في سوريا ودعما للفئات المحرومة في الأردن، منح الاتحاد الأوروبي 10 مليون يورو لليونيسف في أوائل سنة 2024 لدعم الأطفال والشباب من الفئات الهشّة في الأردن على مدى السنتين القادمتين من خلال “برامج التعليم ومكاني للأطفال السوريين من الفئات الهشّة وأطفال المجتمعات المحليّة المستضيفة في الأردن”. ستعود هذه الشراكة بالنّفع على أكثر من 36000 طفل وشاب في مخيمات اللاجئين السوريين من خلال تزويدهم بخدمات التّعليم الجيد. إضافة إلى ذلك، سيحصل 9000 طفل وشاب من مختلف الجنسيات في الأردن على خدمات التعلّم الشّامل وحماية الطفولة وتنمية المهارات في 114 مركزا من مراكز مكاني.

في البداية كانت فكرة دعم مراكز مكاني في إطار الصندوق الائتماني مدد في علاقة بمبدأ “لا لضياع جيل” (مؤتمر لندن 2016) بهدف توفير التعليم غير الرسمي للأطفال اللاجئين السوريين وغيرهم من الفئات الهشّة، بما في ذلك الأطفال اللاجئين غير السوريين والأطفال ذوي الإعاقة وغيرهم من الأطفال غير المسجّلين في المدارس. في هذا السياق وكما شرحت لنا مديرة برنامج التّعليم- الاستجابة لسوريا لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن، ويكي ووترسخوت: “ما انفكّ الاتحاد الأوروبي، مع الجهات المانحة الأخرى، يدعم مبادرة مكاني التي تسهر اليونيسف على تنفيذها “.

مكاني (بمعنى فضائي الخاصّ) هو برنامج شامل يستهدف الأطفال الأكثر هشاشة في الأردن. يعمل البرنامج في مراكزه على تعزيز رفاه الأطفال والمراهقين والشباب ويساعدهم لتحقيق أقصى قدراتهم البدنيّة والمعرفيّة والاجتماعيّة والعاطفيّة. منذ إنشائه، قدم برنامج مكاني خدمات متعددة القطاعات من خلال ربط التدخلات في مجالات دعم التعلم، وحماية الطفولة/الدعم النفسي والاجتماعي، وبرامج بناء المهارات، وتنمية الطفولة المبكرة، ودعم الأبوة والأمومة. بالإضافة إلى ذلك، يعالج البرنامج ارتفاع معدلات التسرب المدرسي ضمن الأطفال من الفئات الهشّة وخاصة اللاجئين السوريين. كما يشجع البرنامج المشاركة المجتمعية والتطوع، ويعزز الشعور بالانتماء ويوفر مساحات آمنة للتعلم والأنشطة الترفيهية. يتمثّل الهدف العام من ذلك في دعم الأطفال والمراهقين والشباب لتحسين التعلّم والمهارات سعيا إلى تحقيق انتقال إيجابي نحو مرحلة البلوغ.

نافذة مفتوحة على الفرص 

سادين حسام الأسعد هي مراهقة سوريّة فرّت إلى الأردن، تابعت الدّراسة في إطار برنامج مكاني قبل 5 سنوات. حدّثتنا اليوم وهي في سنّ الخامسة عشر عن تجربتها حيث تقول أنّ البرنامج مكّنها من فهم أفضل لمادّة الريّاضيّات التي كانت تعاني منها في المدرسة.  

رغم أنها انخرطت في البرنامج قبل فترة من جائحة كوفيد 19، إلا أنها تبيّنت قيمته أكثر خلال الحجر الصحيّ إذ استطاعت متابعة الدّروس من المنزل بعد أن زوّد برنامج مكاني الأطفال بحواسيب واشتراكات في خدمة الانترنت. كان على سادين أن تستخدم الحاسوب بالاشتراك مع شقيقيها اللذين يتابعان مثلها دروسا في إطار البرنامج، لكن ذلك لم يمنعها من النجاح في المدرسة.

 قالت لنا سادين: ” مدّت لي السيّدة آية، معلّمتي في برنامج مكاني، يد المساعدة وتحلّت بالصّبر لتشرح لي كلّ الجوانب التي لا أفهمها وأنا الآن أريد تعلّم اللغات حيث أتابع دروسا في اللغة الانجليزيّة وفي اللغة التركيّة أيضا لانّهما تشملان الكثير من الكلمات الشبيهة باللغة العربيّة”. 

شمل برنامج مكاني على مدى السّنوات الثلاث الماضية قرابة 137700 مشارك بتمويل وفّرته العديد من الجهات المانحة. 

تأثير عميق على مدى الحياة 

يقول فيليب دوامال، ممثّل اليونيسيف في الأردن: ” اليونيسف ممتنة للدعم المستمر من جانب الاتحاد الأوروبي لتمكين الأطفال الأشدّ هشاشة في الأردن من التعلم والحماية وتطوير قدراتهم. سنواصل معا جهودنا لنضمن لجميع الأطفال فرص الازدهار وتحقيق كافّة قدراتهم”. 

أشارت ويكي ووترسخوت إلى أنّ دراسة حديثة للأدلّة العالمية حول النوع الاجتماعي والمراهقة أظهرت أن الأطفال الذين التحقوا بمراكز مكاني لهم فرص أكثر بنسبة 50٪ للتمدرس ولديهم نتائج تعليمية أفضل مقارنة بغيرهم من الأطفال الذين لم يلتحقوا بمكاني. كما سجّلوا نتائج أفضل على مستوى العلاقات الاجتماعيّة والثقة بالنفس والوعي بالعنف والشّعور بالرّفاه. بالإضافة إلى ذلك، للمراهقين والشباب الذين التحقوا بمراكز مكاني إمكانيّة أكبر بنسبة 38٪ لشغل مناصب قياديّة في المدرسة وبنسبة 41٪ للتحكّم في مواردهم المالية الخاصة واحتمال مضاعف للمشاركة في الألعاب الرياضية مقارنة بمن لم يلتحقوا بمراكز مكاني.

علاوة على ذلك ووفقا لأحدث البيانات من اختبارات ما قبل المشاركة وبعدها، فقد تحسن أداء 93.6٪ من الأطفال الذين شاركوا في برنامج التعلم السريع على نحو إيجابي في اللغة العربية وفي الرياضيات.

 

 

اقرأ في: English Français
العلامات
التعليم الشباب