النشاط الدّؤوب: شابّة سوريّة تساعد مجتمعها المحلّي على مواجهة كوفيد- 19

ديسمبر 23, 2020
مشاركة في

بعد تخرّجها من جامعة الزّرقاء بفضل منحة دراسيّة من برنامج  EDU SYRIA I المموّل من الاتحاد الأوروبي كانت زينة المصري (26 سنة)عاقدة العزم على مواصلة ما تريد فعله أكثر من أيّ شيء آخر: ردّ الجميل لمجتمعها المحليّ.

بدأت تلك اللاجئة السّوريّة الشابّة العمل التطوّعي لدى هيئة كير الدوليّة في إطار مكتب المنظّمة في الزّرقاء إضافة إلى انتمائها إلى لجنة المجتمع المحلّي بالزّرقاء. تقع الزّرقاء شمال شرقي العاصمة عمّان وهي تُعتبر ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكّان بعد العاصمة وتعدّ أكثر من 500 ألف نسمة. تعتبر زينة التي احتضنتها الزّرقاء عند قدومها من سوريا أنّ المشاركة في المبادرات المحليّة يمثل تجربة تغيّر مجرى حياة الانسان. شرحت لنا زينة عملها بقولها: ” نقوم مع اللجنة بتنفيذ مبادرات اجتماعيّة تساعد على تقديم خدمات للمجتمع المحليّ وتستجيب إلى طلبات السكّان وتمدّهم بالمساعدة التي يحتاجونها” وذكرت لنا أنشطة مثل المسرح والجلسات التفاعليّة ورفع الوعي والمحاضرات.

تقول زينة: ” بما أنّنا جزء من المجتمع المحليّ فنخن واعون تماما بالمصاعب والمشاكل التي يعيشها السكّان كما نحن مؤهّلون أكثر من غيرنا لحلّ تلك المشاكل”. تحاول زينة مع أعضاء فريقها التّفكير في حلول تتماشى مع المشاكل التي يطرحها أفراد المجتمع المحلّي خلال الجلسات التي ينشّطونها مع تسليط الضّوء على تلك المحاور ضمن المجموعات الأخرى. يخطّط المجتمع المحليّ للمبادرات من الألف إلى الياء انطلاقا من تجميع الأفكار وتعبئة المتطوّعين والموارد وتنفيذ الأنشطة. بيد أنّ أزمة كوفيد-19 عطّلت الدّيناميّة التي تعوّدت اللجنة اتّباعها في عملها ممّا أجبر أعضاءها على التّفكير في حلول مبدعة لمواصلة عملهم وقد حدّثتنا زينة في هذا السّياق قائلة: ” كان من الصّعب أن نواصل عملنا إذ لم نعد نستطيع الوصول إلى الفئات المستهدفة لكنّنا لم نتوقّف عن المحاولة وعن استخدام هواتفنا وشبكات التّواصل الاجتماعي إلى جانب قنوات أخرى”.

كان الفريق حريصا بشكل خاصّ على مساعدة أكثر الفئات هشاشة في زمن الجائحة بما في ذلك المسنّين والأفراد المعزولين وأطلق مبادرة لرفع الوعي داخل المجتمع المحلّي لإعلام السكّان بالتّدابير الضروريّة للوقاية من انتشار الفيروس. شملت الحملة نصائح وإرشادات صادرة عن المنظّمة العالميّة للصحّة حول التّباعد الاجتماعي وارتداء الكمّامات والقفّازات وغسل الأيادي بطريقة منتظمة والامتناع عن المصافحة كما قدّمت معلومات محيّنة للسكّان مع توجيههم نحو المصادر الموثقة لاستقاء المعلومات وطرح اسئلتهم بشأن الجائحة.

قالت زينة مبتهجة: ” لقد تغلّبنا على كافّة المصاعب وتمكنّا من الوصول إلى العديد من الفئات العمريّة وخاصّة المسنّين. إنّ ما يعنيني في هذا العمل هو رضاء الكثير من المنتفعين من مبادراتنا!” وهي عاقدة العزم على مواصلة عملها المجتمعي رغم المصاعب التي تواجه طريقها حيث أكّدت لنا مجدّدا رغبتها المساهمة في تنمية مجتمعها المحلّي لأنّه المكان الذي تعيش فيه وتريد المضيّ به قدما لما هو أفضل. انتفعت زينة من منحة دراسيّة عبر برنامج EDU SYRIA I المموّل من الاتحاد الأوروبي في إطار الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية (EUTF Syria) ، وصندوق EU Madad

برنامج EDU Syria

مشروع التعليم السوري / الأردني هو سلسلة من المشاريع امتدت زمنياً على مدى السنوات الخمس الماضية وما زالت مستمرة. يمولها الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للإتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (مدد) والآلية الأوروبية للجوار (ENI). بدء مشروع التعليم السوري / الأردني بهدف مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المحلية في الأردن للتغلب على العواقب الناتجة عن الأزمة السورية، حيث يقوم المشروع بتمهيد الطريق للاجئين السوريين والأردنيين الأقل حظاً الراغبين بالحصول على تعليمٍ عالٍ وذلك من خلال إعطائهم منح دراسية. إن EDU-SYRIA I أول مشروع من سلسلة مشاريع EDU-SYRIA والذي بدأ في 2015 بتمويل أولي يبلغ 4 ملايين يورو لتوفير 390 منحة للدراسات العليا (البكالوريوس، والماجستير، ودبلوم التدريب المهني) للطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم في سوريا بشكل أساسي بسبب الأزمة.

بدأ مشروع EDU-SYRIA II في أكتوبر 2016 بتمويلٍ أكثر يبلغ قدره 11 مليون يورو لمساعدة أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ولذلك قدم المشروع 1000 منحة دراسية للطلاب المنقطعين عن الدراسة والطلاب الذين أكملوا المرحلة الثانوية فقط في سوريا أو الأردن. تلقى الصندوق الإجمالي 2.6 مليون يورو في يناير 2019 لتوفير 200 منحة دراسية إضافية في إطار مشروع أطلق عليه اسم EDU-SYRIA ADDITIONAL.

إن مشروع EDU-SYRIA III أحدث المشاريع في السلسلة وقد بدأ في فبراير عام 2020 لمساعدة 2245 مستفيد مباشر بتمويل يبلغ 15 مليون يورو، وبهذا ارتفع الصندوق الإجمالي لمشروع التعليم السوري / الأردني لمبلغ قدره 32.6 مليون يورو.

الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية 

منذ إنشائه في ديسمبر 2014 ، يتم تقديم حصة كبيرة من المساعدات غير الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى الدول المجاورة لسوريا من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية ، صندوق الاتحاد الأوروبي “مدد”. يجلب الصندوق الاستئماني استجابة أكثر تماسكًا وتكاملاً للمساعدات من الاتحاد الأوروبي للأزمة ويعالج بشكل أساسي الاحتياجات الاقتصادية والتعليمية والحماية والاجتماعية والصحية للاجئين من سوريا في البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق. يدعم الصّندوق كذلك العمل المحلي و الإدارات.

Read more

موقع ويب بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة الأردنية الهاشمية

 موقع ويب EDU-SYRIA

موقع ويب “مدد”

 

اقرأ في: English Français