تُعتبر الحلول المبتكرة ضروريّة في عالم السياحة الذي يشهد تطوّرا سريعا لأنّها تخوّل له مواكبة متطلّبات المسافرين العصريّين. في هذا السّياق ندعوكم للاطلاع على التّطبيقة الرّائدة توريفيك التي تقدم جولات ذاتية التوجيه مصممة خصيصا للاستجابة إلى الاهتمامات الفرديّة. هي منصة فريدة من نوعها، شارك في بعثها اللبناني بلال زحلان، وهي تمكّن السياح من استكشاف الوجهات بالنّسق الذي يناسبهم وباللغة التي يختارونها. بدعم من برنامج CREACT4MED الممول من الاتحاد الأوروبي، تسعى توريفيك أيضا إلى تمكين المرشدين السياحيين المحليين الذين يريدون مشاركة القصص القيّمة لبلدهم.
تتمثّل الفركة التي تفوم عليها توريفيك في استخدام الأدوات الحديثة بطريقة ميسورة وهي تطبيقة تسعى إلى إحداث ثورة في المشهد السياحي داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال تمكين المرشدين السياحيين المحليين وتقديم تجارب سياحية فريدة ومرنة، تحاول المنصة إحداث تأثير عميق على قطاع السياحة وعلى المجتمعات المحلية.
يقول رائد الأعمال بلال زحلان (24 سنة): ” تم تصميم توريفيك لتوفير تجارب سياحية شخصية وغامرة، إضافة إلى تمكين المرشدين المحليين في المناطق الريفية من مصدر للدّخل اعتمادا على معارفهم وعلى شغفهم”.
تتوفّر في توريفيك ميزات شاملة، من جولات الطعام والجولات في المواقع الملائمة للتّصوير على انستغرام إلى المسارات الغامضة، تقدم المنصة مجموعة واسعة من التجارب التي أنشأها السكان المحليون في كافّة أنحاء البلاد. هذا النهج هو الذي يضفي على التجربة السياحية جانبها الفريد من نوعه ويدعم الاقتصادات المحلية من خلال الترويج للمناطق والأنشطة المغمورة. تتمتّع التّطبيقة بواجهة سهلة الاستخدام تحتوي على خرائط جوجل ممّا يمكّن المستخدمين من التّجوال دون عناء ودون الحاجة إلى الرّبط بالإنترنت. وقد لخّص لنا بلال تلك الميزات بقوله: ” نحن نريد إحداث ثورة في قطاع السياحة ليصبح أكثر إمتاعا وفي متناول الجميع”.
عندما تنجح المشاريع المتخصّصة في رفع تحدّيات القطاع
أطلق بلال توريفيك رسميّا منذ ستّة أشهر مع شريكيه زياد تلج ومارك رافائيل.
لم تكن رحلتهم لبعث توريفيك خالية من العقبات. ركز زحلان وفريقه في البداية على السوق اللبنانية، وواجهوا تأخيرات تقنيّة دفعتهم لاستكشاف أسواق أخرى مثل مصر والمملكة العربية السعودية. استذكر بلال تلك الفترة قائلا: “بعد أن فوّتنا موسم السياحة في لبنان، قررنا الانطلاق في مصر حيث كان الموسم ما يزال في أوجه. كان الخيار صعبا لكنه استراتيجي لأنه كان حاسما في نجاحنا المبكّر”.
لعب الدعم الذي تلقاه بلال من البرنامج الممول من الاتحاد الأوروبي CREACT4MED دورا محوريا في تطوير توريفيك إذ يعتبر رائد الأعمال الشابّ أنّ “المنحة جاءت في توقيت مثالي. بعد كوفيد-19، حرمنا الانهيار الاقتصادي في لبنان من المستثمرين المحليين. لم تمكنّا المنحة من الدعم المالي فحسب بل قدمت لنا أيضا التشجيع المعنوي ووفّرت لنا التدريبات الأساسيّة “.
بتمويل من الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج برنامج EuropeAid، يهدف مشروع CREACT4MED )روّاد الأعمال المبدعون يعملون من أجل مستقبل المتوسّط (إلى تعزيز المشاريع وريادة الأعمال في الصناعات الثقافية والإبداعية في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي ، مع التركيز بشكل خاص على الشباب والنساء.
من خلال CREACT4MED، استفاد بلال من فترة احتضان مدتها أربعة أشهر، حيث تلقى تدريبا مكثفا على نماذج الأعمال والتسويق والعلامات التجارية. كما تمّ تعيين مرافق له مكّنه من إرشادات متخصّصة لرفع التحدّيات التي ترافق مسار إطلاق مؤسّسة ناشئة في وقت الأزمات.
مؤسسة اجتماعية تمكن المجتمعات المحلية
يتذكر بلال أن أكبر إشكال واجهه الفريق عند إنشاء توريفيك تمثّل في “جعل التّطبيقة في متناول جميع المرشدين السياحيين، وخاصة من هم في سنّ متقدّمة نوعا ما”.
في بداية أبحاث السّوق التي انجزها الثلاثي، أجروا مقابلات مع 50 مرشدا سياحيا محليا متقدّمين في السنّ و “ليسوا بارعين في التكنولوجيا على الإطلاق” وأعدّوا منصّة انطلاقا من الملاحظات والأفكار التي جمّعوها لديهم. ثمّ اختبروا العمليّة كاملة معهم:” لأنه كان من المهم حقا بالنسبة لنا أن يتمكن الجيل الأكبر سنا من مشاركة قصصهم مع العالم.”
تقول فرح فلا، مرشدة سياحية من بيروت، إن مشاركتها مع توريفيك لم توفر لها راتبا مجزيا فحسب، بل قدمت لها أيضا فرصة كبيرة للمشاركة. “عندما علمت بوجود توريفيك، فكّرت أنّها فرصة لا يمكنني تفويتها لمشاركة ثقافة لبنان وتاريخه الغني مع العالم”.
بفضل شغفها بالكتابة، بدأت خريجة الكيمياء والأدب الإنجليزي البالغة من العمر 35 عاما في كتابة قصص عن الدّرر المكنونة في وطنها. من الجذور الثقافية إلى التقاليد والمناظر الطبيعية الجميلة، صاغت فرح المحتوى باستخدام “التعليمات البسيطة للغاية” التي تقدمها توريفيك: “أفضل شيء يعجبني في العمل مع توريفيك هو أنني أستطيع الترويج للبنان بطريقة حديثة وجذابة، وتشجيع السكان المحليين والسياح على اكتشاف جماله وتقاليده”.
أحمد وهبي هو مرشد سياحي شاب من البقاع، شرقيّ لبنان. حدّثنا بكلّ فخر عن تجربته: ” “أعتقد أن منصّة توريفيك ستحدث تحوّلا كبيرا في قطاع السياحة. فهي قادرة على استقطاب العديد من السياح ومساعدتهم على توفير المال بينما هم يكتشفون هذه الأماكن الجديدة “.
شدّد كل من فرح وأحمد على الفوائد الاقتصادية والثقافية التي تجلبها منصّة توريفيك للبلاد فمن خلال ربط السياح بالمرشدين المحليين وتوفير جولات فريدة وغامرة، لا تكتفي المنصة بتأمين فرص عمل للسكّان المحليّين، بل تعزز أيضا الحفاظ على الثقافة وفهمها. يقول بلال في هذا الصّدد: “توريفيك ليست مجرد مشروع تجاري؛ هي جسر بين الثقافات. نحن فخورون بالمساهمة في تعافي لبنان ونموه من خلال عرض تراثه الغني على العالم”.
التوسّع من خلال الابتكار
ليس النّجاح الذي حقّقته توريفيك في لبنان ومصر والمملكة العربيّة السعوديّة سوى البداية حيث يجري بلال وفريقه محادثات مع شركات رأس المال الاستثماري الرائدة في المملكة العربية السعودية لتأمين المزيد من الاستثمارات للتوسع. وقد عبّر لنا بلال عن تفاؤله في هذا الشّأن: “نحن نستكشف أيضا شراكات مع وكالات الأسفار وشركات الاتصالات لتقديم توريفيك كخدمة ذات قيمة مضافة عندما يشتري الزّبائن شريحة الاتصال على سبيل المثال”. تهدف هذه الاستراتيجية المبتكرة إلى توسيع قنوات التوزيع الخاصة بالمؤسّسة الناشئة وانتشارها لدى زبائن جدد.
أقرّ بلال بأنّ المنافسة شرسة لكن لديه إيمان راسخ بأنّ توريفيك اختصّت في قسم معيّن من سوق السياحة المحليّة. كما أنّ المنصّة تتطوّر باستمرار لتلبية احتياجات المستخدمين الجدد المحتملين، واستشهد بلال بالعدد الكبير من السيّاح الرّوس في مصر بقوله: “لقد أضفنا محتويات باللغتين الإسبانيّة والروسيّة لتلبية احتياجات السياح الدوليين”.
عبّر لنا بلال زحلان عن ثقته في المستقبل وفي القدرات التي تحملها منصّة توريفيك: ” نهدف إلى أن نكون في غضون سنتين المزود الرائد للجولات الذاتيّة وخدمات السفر الأخرى في منطقة الشرق الأوسط” بعد أن أرسى الدّعم الذي قدّمه برنامج CREAC4MED أساسا متينا لتوريفيك ممّا مكّنها من النموّ والازدهار رغم كلّ التحدّيات.
للاطلاع على المزيد:
-موقع الواب: www.tourific.io
-انستغرام: https://www.instagram.com/tourific.io/