يهدف مشروع “الحفاظ على المناطق الحسّاسة بيئيّا في لبنان” المموّل من الاتحاد الأوروبي وتنجزه جمعيّة الأرض-لبنان بالشراكة مع جامعة الحكمة ومنظّمة الحركة البيئيّة اللبنانيّة إلى حماية المناطق الحسّاسة بيئيّا في لبنان على امتداد 24 شهرا انطلاقا من سنة 2022. يتماشى المشروع مع الهدف العام للاتحاد الأوروبي المتمثل في تطوير أدوات عملية لدعم حماية التنوع البيولوجي في المناطق الحساسة وهو يسعى إلى التغلب على الحواجز التقليدية من خلال أدوات لسياسات بيئيّة مبتكرة ومبادرات المحافظة المجتمعيّة.
تعمل المنظمة غير الحكومية الأرض- لبنان التي تعدّ سنوات من الخبرة، لا سيما في هذا المجال، جنبا إلى جنب مع المجتمعات المحليّة اللبنانية في مناطق مختلفة من البلاد لحماية المناطق الوطنية الحساسة بيئيا لأهميّة دورها في الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية. يسعى المشروع إلى تحديد هذه المناطق وتصنيفها وتأمينها قانونيا، وخاصّة منها تلك المعرّضة أكثر من غيرها للتّدهور.
أكّد بول أبي راشد، رئيس جمعيّة الأرض-لبنان ومدير المشاريع على أنّ لبنان معروف بثراء تنوّعه البيولوجي إذ تتمتع البلاد بكثافة من أهمّ الكثافات على مستوى التنوع النباتي في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط حيث هي موطن ل 1.11٪ من الأنواع النباتية في العالم بالإضافة إلى 2.63٪ من أنواع الثدييات والطيور والزواحف. حوالي 8.5٪ من النباتات البريّة مستوطنة إلى حد كبير و3.5٪ مستوطنة تماما في لبنان. أضاف بول أبي راشد قائلا: ” لقد تدخّلنا منذ بداية المشروع في العديد من الأماكن في البلاد حيث كان البعض يلحق اضرارا بهذه المناطق الحساسة بيئيا”. من ضمن تلك الأضرار، نذكر على وجه التّحديد القطع غير القانوني للأشجار المحمية مثل العرعر والصنوبر واستغلال محاجر في الغابات وإنشاء مشاريع تجارية وسياحية بالقرب من الأنهار وغابات الأرز في أعالي الجبال. تشمل التّدابير المتخذة إجراءات قضائيّة والاستنكار عبر وسائل الاعلام.
جهود موصولة
بفضل مشروع “الحفاظ على المناطق الحسّاسة بيئيّا في لبنان” لجمعيّة الأرض-لبنان، تمكّن فوزي بطيش من حماية ينبوع جبلي في فاريا حافظ عليه الأجداد وكذلك البلديّة المحليّة منذ القرن 19. بيد أنّ الأزمة الاقتصاديّة في السّنوات الأخيرة أجبرت العديد من السكان على بيع أراضيهم ممّا أصبح يشكّل تهديدا للينبوع. ولحسن الحظ، ساعد تدخل جمعيّة الأرض-لبنان، بما في ذلك الدعم القانوني والتواصل الإعلامي، في وقف مشروع بناء كان سيمثّل مصدرا للتلوّث. كما يتمّ العمل بالتّعاون مع البلديّة في أفقا، وهي قرية أخرى من قرى جبل لبنان، لحماية مجاري المياه والآثار الرومانية ضدّ مشاريع البناء.
التزام متعدّد الجوانب
من جانبها أشارت اليسيا سكارسيلا، المديرة المساعدة المكلّفة بالتّعاون لدى بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان إلى أنّ مشروع “الحفاظ على المناطق الحسّاسة بيئيّا في لبنان” يقوم على إشراك السلطات المحلية كجهة مسؤولة عن صنع القرار ومدافعة عن الحقوق وتعمل من أجل الإدارة البيئية الفعالة وتعزيز الاستثمارات الخضراء المحلية والاقتصاد الأخضر. عرضت علينا اليسيا أيضا أهداف المشروع المتمثّلة في تحديد المناطق الحساسة بيئياً ووضع أدوات لسياسات بيئية مبتكرة للحفاظ على تلك المناطق وتحسين القدرات لرصد المخاطر والانتهاكات البيئية والحد من المخاطر من خلال إشراك مجموعات المجتمع المحلي. وبشكل عام، من المتوقع أن تضطلع الأدوات المصممة بالإضافة الى أنشطة بناء القدرات والتوعية بدور ايجابيّ في الحفاظ على المناطق الحساسة بيئياً وبالتالي تجنب المزيد من الاضطرابات البيئية وتدهور الموارد الطبيعية.