في السّنوات الأخيرة اكتسى التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين الأمن الطاقي وتغير المناخ صبغة ملحّة تتزايد شيئا فشيئا. مع استمرار ارتفاع الطلب على الطاقة، ووسط التغيرات الجيوسياسية، تواجه البلدان حاجة متزايدة لتأمين إمداداتها من الطاقة.
بيد أنّه لا بدّ من أن يتمّ ذلك بطريقة لا تلحق أضرارا بالجهود المبذولة للتصدي للتهديد العالمي لتغير المناخ، الناجم في المقام الأول عن حرق الوقود الأحفوري، المصدر الرئيسي للطاقة العالمية. يواجه صناع السياسات مهمة صعبة تتمثل في إيجاد سبل للانتقال إلى أنظمة الطاقة المنخفضة الكربون وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، مع ضمان عدم المساس بالأمن الطّاقي. لا يزال التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والطاقة الشمسية، في مراحله المبكرة ويتطلب استثمارات كبرى في البنية التحتية والتكنولوجيا، مما يجعل الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري مكلفا وصعبا.
يهدف منتدى يوروميد السّابع للباحثين الشبّان إلى تعزيز الحوار بين الباحثين الشبّان وصنّاع السياسات والخبراء حول القضايا المعقدة المتعلقة بالعمل المناخي و الأمن الطّاقي وهو سيوفر فرصة للتفكير في نتائج مؤتمر الأطراف COP28 و التّداعيات على الاتحاد الأوروبي ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتحديد المجالات التي تحتاج إلى مزيد من العمل والتعاون ، بينما سيمكن الباحثين الشبّان أيضا من عرض وتبادل حلولهم ومبادراتهم البحثية المبتكرة فيما يتعلّق بالمعضلة بين العمل المناخي و الأمن الطّاقي بهدف إلهام وتعبئة المزيد من الأنشطة من جانب الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وتعزيز جدول أعمال مشترك للاتحاد الأوروبي وبلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.