يناصر الاتّحاد الأوروبي بكلّ قوّة لفائدة المهارات التي تكتسي أهميّة بالغة في الأسواق الحاليّة. من خلال عدد من المبادرات، يدعم الاتحاد الأوروبي الشباب، من فتيات وفتيان، في جميع أنحاء الجوار الجنوبي لتطوير كفاءاتهم وتأمين مستقبل واعد.

 في هذه السّلسة من استرجاع الذّاكرة، تحدثنا إلى الشباب الذين استفادوا من هذه المشاريع وهم اليوم يفكّرون في التأثير الإيجابي لهذا الدعم الأوروبي على حياتهم.

 

عندما التحقت سندس الرقيبات بمشروع MED GAIMS  انقلبت حياتها رأسا على عقب وبعد أن طوّرت لعبة تربويّة خاصّة بها تستعدّ هذه الشابّة الأردنيّة للتّسجيل في مرحلة الدّكتوراه في اختصاص صناعة الألعاب في واحدة من أشهر الجامعات في العالم. 

 

عندما انطلقت في هذه الرّحلة، ماهي الأحلام التي كنت تحملينها؟ 

أردت أن أروي القصص الرّائعة وأن أعرض الكنوز الخفية لبلدي الأردن، لا سيما كنوز أم قيس، أو جدارا قديما، لكن بطريقة ممتعة وتعليمية تختلف عن الزّيارة التّقليديّة التي يقودها مرشد سياحيّ. كان حلمي يتمثّل في خلق تجربة غامرة تروي القصص المذهلة لتلك المواقع بطريقة مختلفة تماما. فكّرت في تطوير لعبة تشدّ اهتمام الزوار من خلال إجراء حوارات والتعلّم من بعضهم البعض.  

تزايد شغفي برواية القصص والألعاب وفكرت في مشروع تتجاوز فيه تجربة زيارة المواقع الأثريّة مجرّد الانصات السلبيّ لدليل سياحيّ.  

 

ماهي المهارات التي اكتسبتها من خلال برنامج  MED GAIMS المموّل من الاتحاد الأوروبي وكيف ساعدتك تلك المهارات على تحقيق أحلامك؟  

 غيّرت المشاركة في  MED GAIMS مجرى حياتي تغييرا جذريّا حيث اكتسبت مهارات تقنية مثل عملية  توليد الأفكار التي ساعدتني على تحويل أفكاري إلى حقيقة. كما اختبرت عملية الإنتاج بأكملها لأشهد ولادة اللعبة التي تصوّرتها في ذهني. كان الأمر مثيرا حقّا لأنّني أدركت أننّي أحمل كلّ ذلك بداخلي وكنت فقط في حاجة لمن يوجّهني لتصل تلك الأفكار إلى طور الإنجاز.

أكتسب أيضا بعض المعارف التي أستطيع الآن تقاسمها مع طلبتي في قسم التصميم والاتصال المرئي في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وهو ما يجلب لي شعورا مجزيا لأنّني أستطيع الآن نقل شغفي وإلهام غيري للبحث عن شغفهم. قبل هذا المشروع لم أكن أدرك قدرة الألعاب على نقل المعارف أمّا الآن فقد أصبحت أرى ذلك بوضوح وأريد أن أستمرّ في استغلال تلك القدرات!

أخيرا، وفي علاقة بحياتي الشخصيّة، أستطيع القول أنّني وجدت طريقي حيث تبيّنت أن ّ مجال الألعاب هو شغفي الحقيقي و أنّني أريد مواصلة مساري المهنيّ في هذا الاختصاص. بفضل التّجربة التي خضتها مع MED GAIMS، تمّ قبولي للتّسجيل في جامعة مصنّفة ضمن أولى 100 جامعة في العالم حيث سأدرس لنيل شهادة الدّكتوراه في الألعاب. 

 

ما هو الإنجاز الذي تفتخرين به على وجه الخصوص؟ 

أنا فخورة بكوني حقّقت كلّ هذا بنجاح. دخلت لعبتي” عجلة جدارا” مرحلة الاستغلال وهي مستخدمة من قبل السيّاح. 

تعلّمت الكثير خلال هذه الرّحلة فقد تحسّنت مهاراتي القياديّة وفي مجال الخطابة كما اكتسبت الكثير من الثقة في نفسي. 

قبل الانطلاق في هذا المشروع، لم أكن متأكّدة إن كنت أريد مواصلة الدّراسة في مرحلة الدّكتوراه أمّا الآن فقد قبل ملفّي في واحدة من أكثر الجامعات المرموقة في مجال دقيق جدّا. لم أعد أرى الحدود وأطلقت العنان لأحلامي لتكبر كبر الكون.

حملة المهارات 2024 #EuropeanYearOfSkills

هناك أكثر من 60 مليون شاب في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا العدد يتزايد كل عام. ومن بين هؤلاء، ما بين 25 و40% إما عاطلون عن العمل أو يعملون في وظائف لا تتناسب مع مهاراتهم أو مؤهلاتهم أو طموحاتهم.
اقرأ في: English Français