بسمة بالبجاوي مولعة بالبحث العلمي وبعلم الوراثة وهي لا تستسلم ابدا مهما كانت التحدّيات بل بالعكس فهي تتّجه نحوها لرفعها وعندما تبيّنت أنّها لن تجد عملا يتناسب مع شهادتها العلميّة قرّرت أن ترفع تحدّيا جديدا بإدخال مفهوم مبتكر إلى الجزائر يتمثّل في إعادة التّدوير.

تقول بسمة في هذا الصّدد:” في تلك الفترة (سنة 2011) لاحظت الاهتمام المتزايد بالبيئة في البلدان الأخرى لكنّ ذلك كان منعدما في الجزائر” وعملت على توظيف سفراتها ووقتها لدراسة الاتّصال والتّسويق في لبنان لصقل فكرتها وإعداد خطّة لمشروع أخضر يتماشى مع السياق الجزائري.

رغم الشكوك التي كانت تغمرها ثابرت بسمة وأنشأت بلاستي سايكل الجزائر بمساعدة من الوكالة الوطنيّة لدعم تشغيل الشباب. تعمل مؤسّستها النّاشئة في مجال الاقتصاد الأخضر حيث تجمّع المواد البلاستيكيّة بكميّات كبيرة وتغسلها ثمّ تفتّتها في شكل كريّات صغيرة لبيعها إلى المؤسّسات المحليّة التي تستخدمها لصناعة منتجات مختلفة وتضطلع بلاستي سايكل الجزائر من خلال ذلك بدور الوسيط بين تجار الجملة للمنتجات البلاستيكيّة والمنشآت الصناعيّة بينما تحمي البيئة من أطنان النّفايات البلاستيكيّة.

تدرك بسمة جيّدا أنّ التّغيير يتطلّب وقتا طويلا حتّى أنّها تفقد الأمل أحيانا لكنّها تؤمن بأنّ أيّ جهد مهما كان بسيطا له وقعه حيث تقول: ” إثر ورشات العمل التي أنظّمها لفائدة عدد من الأطفال، يزورني أحيانا بعض الأولياء ويقولون لي أنّ أبناءهم أرغموهم على إعادة النّظر في نظام التصرّف في النّفايات المنزليّة وهو ما يغمرني بالفرحة ويدفعني إلى مواصلة تمكين الجزائريّين للإمساك بزمام مستقبلهم.”

تسعى بسمة من خلال النّدوات والتّظاهرات التي تنظّمها لرفع الوعي عبر مختلف أنحاء البلاد إلى عرض نموذج الاقتصاد الدّائري الذي تعتمده بلاستي سايكل الجزائر على أكبر عدد ممكن من المواطنين ليصبح القوّة الدّافعة لمستقبل البلاد.