نادرا ما واجه علي عزمي في عمله كميسّر ومربّي صعوبات في النّفاذ إلى الموارد التعليمية عبر الإنترنت إذا ما قام بأبحاثه باللغة الإنجليزية أمّا عندما يتعلّق الأمر باللغة العربية فإنّ الموارد المتاحة للتعليم غير الرسمي نادرة على نحو صارخ لذلك أصبحت مسألة النّفاذ إلى تلك الموارد القوّة التي تدفع عليّ في عمله. من خلال المشاركة في تأسيس منظمة مكوك قرر عليّ إدخال متعة الألعاب مجدّدا في حياة النّاس بغض النظر عن خلفيتهم أو مواردهم إضافة إلى عنصر التّثقيف والتّنمية الشخصيّة. “يمكن للجميع اللعب! يوجد اعتقاد بأنّ اللعب غير جديّ أو مضيعة للوقت. لقد حرمت الثقافة الحديثة فكرة الألعاب من قيمتها الاجتماعية والتنموية والثقافية بينما اللعب يمكنه أن يثري الأفراد” لم يكن عليّ ينتمي إلى الدّوائر الأكاديميّة لذلك بدا له من البديهيّ أن يستخدم الألعاب لمساعدة الناس على طرح أسئلة بشأن بيئتهم والتعبير عن ذاتهم ودغدغة عقولهم من خلال منظّمة مكّوك.
بعد سلسلة من التجارب الفاشلة في المدرسة والجامعة، انتقل الشاب المصري نحو العمل التطوعي والعمل المجتمعي حيث ” تعلم أكثر ممّا كان سيتعلّمه في الجامعة.” يقول عليّ في هذا الصّدد: ” أنا أعتبر أنّ التّعليم مصطلح مختلط حيث يمكن أن نتعلّم في كلّ مكان وباستخدام ايّ أداة تتوفّر لنا وما أن ينخرط أحدنا في تجربة انسانيّة ممتعة فهو ينتج تجارب تعلّمه شيئا ما“. انطلاقا من هذه الفكرة، عمل علي على توفير التعليم غير الرسمي لأكبر عدد من النّاس. “هدفنا كشركة ليس النمو أو تحقيق الأرباح بل أن نضمن الاستدامة وأن نصل إلى أكبر عدد ممكن من المجتمعات المحليّة.”
اعتمدت منظّمة مكوك الاتاحة وسهولة النّفاذ كمبدأ لها وانطلقت في تطوير منتجات المشاع الإبداعي مع توفيرها على الخطّ للجميع كما تتبرّع على نحو منتظم بالألعاب للمراكز المجتمعية مع إنشاء قاعدة بيانات من مصادر جماعية لموارد التعليم غير الرسمي (mowazi.org) و هي جميعها متوفّرة باللغة العربيّة و متاحة لكافّة المربّين و الميسّرين والمدرّسين أو الأولياء الذين يتولّون تعليم أبنائهم في المنزل.
ثقافة داير ما يدور هو برنامج تعاونيّ ومترابط يمتدّ على أربع سنوات ويهدف إلى إرساء بيئة ثقافيّة حيويّة لخلق إطار ملائم للاندماج الاجتماعي والاقتصادي للشباب في سبع بلدان في المنطقة العربيّة. يشارك الاتحاد الأوروبي في تمويله تحت مظلّة " الشراكات الدوليّة"، برنامج دعم الشباب و الثقافة في الجوار الجنوبي.
يقدّم مكوّن «التحالفات الثقافية» الدعم لـ12 تحالفاً يتشكّلون من 36 كياناً ثقافياً مختلفاً، يسعون إلى تطوير قدرتهم على التأقلم مع الأوضاع الراهنة، والمشاركة في صياغة سبل للتعاون داخل تحالفاتهم بالإضافة إلى التوسع لبناء شراكات محلية ووطنية وإقليمية، وذلك بهدف تعزيز المنظومة الحيوية الثقافية وتيسير حق الوصول إلى الثقافة ضمن سياق عمل هذه الكيانات.