رغم أنّ أغلب التّونسيّين واعون بندرة المياه من خلال وسائل الاعلام وشبكات التّواصل الاجتماعي، لا ينخرط سوى القليل منهم في العمل المشترك لمعالجة هذه القضيّة وهو ما حثّ محسن بشير على إطلاق صفّارة الخطر والتّفكير في طريقة مبتكرة لشدّ اهتمام العموم.

تحصّل محسن بشير على شهادة في الهندسة البيولوجيّة وعمل حثيثا في مجال الدّفاع عن البيئة خلال سنوات دراسته في الولايات المتحدة الأمريكيّة: “كنت أعرف أن تونس تعاني من مشاكل على مستوى توفّر المياه   لكن لم تكن لي أيّ فكرة عمّا قد يخلّفه ذلك على المدى البعيد إن لم يتمّ اتخاذ ايّة تدابير.”

قرر محسن توظيف معارفه الفنيّة لبعث مشروع يساعد على نشر الوعي بطريقة “تتواصل مباشرة مع الناس”.

أطلق محسن على مشروعه اسم “جمهورية العطش” وتمكّن من إنشائه بدعم من المبادرات الثقافية والمدنية التي يقودها الشباب تحت مظلة برنامج ثقافة داير ما يدور الممول من الاتحاد الأوروبي ويقول في هذا السياق: “مكّنني ذلك الدّعم من التعمّق في القضايا المطروحة والوقوف على أدقّ تفاصيلها لنقل رسالتي. لقد كان دعما قيّما حقّا خاصة على امتداد مرحلة البحث التي غالبا ما تهملها البرامج الأخرى رغم أنّها أكثر المراحل أهميّة.”

في تفاعلها مع الاعلام يهدف مشروع “جمهوريّة العطش” إلى تقديم المشاكل المتعلّقة بالمياه التي يواجهها سكان نفزة تلك القرية النائية الواقعة شمال البلاد التّونسيّة وذلك من خلال صور وثائقيّة تجمع بين الفن وعلم الأحياء الدقيقة والواقع المعزز.  يقول محسن في هذا الصّدد: ” أصبحت معارض الصور تمثّل تظاهرات عاديّة للجميع لذلك شعرت أنه لا بدّ لي من إضافة شيء ما يميّزها ويجعل الزوّار يشاركون في العمل حتى بمجرّد الإشارة إلى الصور للوصول إلى القصص التي تقف خلفها وليشعروا بثقل العواطف التي تفيض بها تلك الصّور”.

تتنزّل التّفاعلات البشرية في صميم العمل الذي ينجزه محسن وهو يعتبر أنّه يستمدّ إيمانه بالتعاون من سنوات انخراطه في المنظّمة الكشفيّة والعمل التطوّعي. “لي ايمان عميق بالتّفاعل والتّآزر إذ يمكن للواحد منّا أن يكون جهبذا لكنّ النّتائج التي يحصل عليها لن تكون متينة وقويّة سوى عندما يتعاون مع غيره“