عقدت منظمة العمل الدولية فعالية على الخطّ لإطلاق البرنامج الإقليمي المموّل من الاتحاد الأوروبي لفائدة الشباب خارج دوائر التّعليم والعمل والتّدريب في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى دعم الشباب الذي لا يدرس ولا يعمل ولا يتابع تدريبا.

جمعت منظمة العمل الدولية الجهات المعنيّة من جنوب البحر الأبيض المتوسط لإطلاق البرنامج الإقليمي المموّل من الاتحاد الأوروبي لفائدة الشباب خارج دوائر التّعليم والعمل والتّدريب في منطقة جنوب المتوسط (الجزائر ومصر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب والأراضي الفلسطينية المحتلة وتونس)، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى دعم تلك الفئات الشبابيّة من خلال جعل السياسات والخدمات العامة أكثر استجابة لاحتياجاتهم.

تشكّل نسبة الشباب ممّن هم خارج دوائر التعليم أو العمل أو التدريب، تحديات فردية ومجتمعية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يتجاوز المعدّل العالمي البالغ 23٪ بنسبة تصل إلى 29٪، وهو أعلى بكثير من نسبة 12٪ المسجّلة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. يواجه الأفراد مخاطر صحية وإقصاء اجتماعيا وفرص عمل ضعيفة بينما تعاني المجتمعات من توقف النمو الاقتصادي ودورات الفقر الراسخة. تسلط هذه الأرقام الضوء على الحاجة الملحة إلى سياسات هادفة لمعالجة بطالة الشباب وتحسين المشاركة في القوّة العاملة لا سيما ضمن الشّابات داخل المنطقة. 

انطلاقا من الإعلان الوزاري للاتحاد من أجل المتوسط بشأن التوظيف والعمل (مراكش، 18 ماي/مايو 2022) والالتزامات الدولية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة (الهدف 8.6  مخصّص للشباب خارج دوائر التّعليم والعمل و التّدريب)، هذه المبادرة الإقليمية ممولة من الاتحاد الأوروبي على امتداد ثلاث سنوات  وتتولّى تنفيذها منظمة العمل الدولية وهي ستعمل على دعم البلدان الشريكة في  جنوب المتوسط لتعزيز السياسات والخدمات التي تستجيب لاحتياجات هذه الفئة من الشباب.  

سيسترشد البرنامج بالسياسات والبرامج القائمة، وسوف يستلهم بشكل خاص من المبادرة الأوربيّة ضمان الشباب وتطبيقها في غرب البلقان. وسيدعم العمل على تصميم وتجريب تدخّلات مبتكرة لتحقيق ودعم انتقال الشباب ممّن هم خارج دوائر التّعليم والعمل والتّدريب إلى العمل اللائق وظروف العيش الكريم في المنطقة.

جمع حفل الإطلاق الذي دار على الخطّ ممثلين عن المفوضية الأوروبية بما في ذلك بعثات الاتحاد الأوروبي ومسؤولين حكوميين من منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنظمات العمال وأرباب العمل والفرق الإقليمية والقطرية لمنظمة العمل الدولية والمؤسسة الأوروبية للتدريب وأمانة الاتحاد من أجل المتوسط.  شكّل الحدث فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات على الصعيد الإقليمي ضمن الجهات المعنيّة. وساهم في فهم مشترك لوضع الشباب خارج دوائر التّعليم والعمل والتّدريب ورفع الوعي بالنهج الذي يقترحه البرنامج الإقليمي الجديد.