العودة إلى المستقبل- مقاربات تركز على التراث لمقاومة تغيّر المناخ في مدن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

سبتمبر 20, 2024
مشاركة في

تفتخر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتاريخ غني في مجال الهندسة المعمارية وتقنيات التخطيط الحضري التي تم صقلها على مر القرون للتكيف مع المناخ المحلي. في مدن مثل تونس والقاهرة، تعزز التصميمات المدمجة للمدن والأسواق التاريخية التماسك الاجتماعي مع الحدّ من الجزر الحرارية وتكثيف المساحات المظلّلة وتعزيز دوران الهواء وفي قريتي منجز في لبنان ووادي ميزاب في الجزائر، تتم صيانة المباني التقليدية على مدى أجيال للحفاظ على أنظمة إدارة المياه الضرورية للري والوقاية من الفيضانات.

 

لا يمثل تغير المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تهديدات بيئية فحسب، بل يخلق أيضا تحديات اجتماعية كبرى. معظم الحلول الحالية المقاومة لتغيّر المناخ هي حلول ذات استخدام مكثّف للتكنولوجيا أو لرأس المال، وغالبا ما تستبعد الفئات الفقيرة المقيمة في المناطق الحضريّة. توجد حاجة ملحة لحلول قابلة للتكيف بسهولة وبأسعار معقولة ومتاحة للمدن والمجموعات الحضرية مثل تقنيات البناء التقليدية ذات الكلفة المحدودة والمتاحة التي تستخدم المواد محليّة المصدر والمهارة الموروثة. 

 

كما أن تبني الحلول القائمة على التراث يعزز الهوية الثقافية والاستمرارية ويمكّن المجتمعات المحلية من تولي زمام مبادرات التكيف مع المناخ، مع خلق فرص اجتماعية واقتصادية من خلال الحفاظ على الحرف التقليدية وأنظمة المعرفة.  وبذلك نتبيّن أنّ دمج المبادئ القائمة على التراث التي تم اختبارها عبر الزمن في التنمية الحضرية الحديثة هو أمر ضروري. وسيساعد هذا النهج على تشكيل مدن قادرة على التكيف مع المناخ ونابضة بالحياة وغنية ثقافيا، مما يضمن مستقبلا مستداما لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

 

بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والاتحاد من أجل المتوسط، ومنظّمة الموئل من أجل الإنسانية والخبراء والممارسين الحضريين من المنطقة، تنشر منظّمة تحالف المدن موجز السياسات هذا حول النهج التي تركز على التراث لمقاومة تغيّر المناخ في مدن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وضبط التحديات الرئيسية وأمثلة على الحلول القائمة على التراث في المنطقة.

اقرأ في: English