في نظام جيوسياسي يتّصف أكثر فأكثر بالعالميّة، تواجه التعددية التي يهيمن عليها الغرب أزمة وجودية. أدت الأزمات المتشابكة، مثل جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، إلى توتر العمليات متعددة الأطراف، مما أدى إلى الانتقال نحو المزيد من التعاون الإنمائي الاستراتيجي في الجوار الجنوبي لأوروبا. في هذا السّياق، يبرز نهج فريق أوروبا. يدعو هذا الإطار الجديد المتميّز بتزايد التنسيق بين الجهات الفاعلة في مجال التنمية الأوروبية إلى تجميع موارد الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والمؤسسات الوطنيّة لتمويل التنمية والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية. يسعى البحث إلى استقصاء فعالية هذا النهج الجديد في تعزيز التعاون الإنمائي متعدد الأطراف في تونس. باعتماد نظرة حكومية دولية جديدة وفحص البيانات النوعية النّاتجة عن مقابلات الخبراء، تبيّنت الدراسة أن نهج فريق أوروبا فعّال نسبيّا عندما يتعلّق الأمر بسياسة تنمية أوروبية أكثر تنسيقا لتعزيز التعاون الإنمائي متعدد الأطراف في تونس وفي الجوار الجنوبي.