رغم تداولها لعشرات السّنين رجعت مسألة القيم الثقافيّة والدّينيّة منذ نهاية القرن العشرين إلى مقدّمة الحوار السياسي ويعتبر اليوم العدد من الفاعلين السياسيّين والحكومات ومن بينها الاتحاد الأوروبي أنّ الحوار والمشاركة مع المؤسّسات والمنظّمات الدّينيّة أداة هامّة لتحقيق الاستقرار والأمن والسّلام لذلك رجع اعتماد الآليّات والمبادئ التّوجيهيّة للتّعامل مع المنظّمات الدّينيّة للظّهور في مقدّمة البرامج السياسيّة الوطنيّة والدوليّة.
ولا يمكن أن نتغافل في هذا الإطار عن التّأثير الذي كان لبعض الأحداث على الرّأي العام وأصحاب القرار السياسيّ داخل الاتحاد الأوروبي للدّفع نحو هذا التفهّم والموقف الجديد وقد تزامن الاعتراف بالإمكانيات الكامنة للحوار والمشاركة مع القلق المتزايد بشأن التّلاعب بالقيم والهويّات وتسييسها في بعدها الثقافي واللغوي أو الدّيني.
يهدف هذا الموجز إلى تحليل الحوار والمشاركة من جانب الاتحاد الأوروبي بشأن الإسلام في السياق المتوسّطي بعد الانتفاضات التي عرفها العالم العربي وذلك سعيًا إلى إعادة النّظر في طريقة تعامل الاتحاد الأوروبي مع المنطقة المتوسطيّة والإسلام وفي الحوار والتّفاعل مع مختلف الثقافات والأديان مع تسليط الضّوء على الفرص والتحدّيات المطروحة.