يطرح هذا العمل سؤالاً يتعلّق بنسبة البطالة في الجزائر وهل ينبغي أن تشمل طريقة احتسابها الشباب الذين يصرّحون أنّهم يريدون العمل لكنّهم لم يبحثوا عن عمل في الفترات الأخيرة وخاصّة فيما يتعلّق بسياسات سوق الشّغل التي من المفترض أن تسترضي الفئة الشبابيّة من السكّان. لهذه الغاية تمّ اعتماد مقاربتين منفصلتين اقترحهما كيندون و نايت (2006) حيث يتمّ أوّلاً توثيق نزوع الشباب إلى البحث النشيط عن عمل من ضمن من يصرّحون بأنّهم مستعدّون إلى العمل على أنّه تراجع في الثروة الماليّة و هو ما يبيّن أنّ الأشخاص الذين لا يبحثون عن عمل هم في وضع بطالة اختياريّة. ثمّ يتبيّن في مرحلة ثانية أنّهم يتّبعون نمطًا دون المتوسّط في شعورهم بالرضا عن النّفس كما هو الحال لدى الباحثين عن عمل وذلك عبر العديد من عناصر القياس المختلفة.
بذلك نتبيّن أنّ الاختبارين لا يشيران إلى نفس الاتجاه لكن عندما يتعلّق الأمر بإعداد تدابير عمليّة خاصّة بسوق الشغل يبدو من المنطقيّ أن نعتبر مجموعة الشباب، من الذّكور، الذين تعرّض لهم النّقاش إذ يبدو أنّ الشّعور بالإحباط الذي يلازم انعدام الفرص المهنيّة يمتدّ ليشمل العديد ممّن ليسوا في وضع البحث الفعليّ عن عمل. أمّا بالنّسبة إلى الشابات فإنّ التّحليلين لا يفضيان إلى نتائج حاسمةً.