إذا ما بحثنا عن كلمة لنصف مريم كنان الرشّيد فلا شكّ أنّنا سنختار مصطلح “بارعة”. مريم هي أردنيّة شابّة (33 سنة) وجدت نفسها سجينة بيتها بسبب جائحة كوفيد-19 ففكّرت في طريقة مسليّة تواصل من خلالها تعليم الأطفال : الأشرطة التثقيفيّة على الخطّ.
تخرّجت مريم من الجامعة بفضل منحة دراسيّة عبر برنامج EDU-SYRIA II المموّل من الاتحاد الأوروبي في إطار الصندوق الاستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية (EUTF Syria) ، وصندوق EU Madad و كانت قبل اندلاع الجائحة متطوّعة في مجال رعاية الأطفال لدى الاتحاد اللوثري العالمي. تقول مريم: ” كنت أعتني بالأطفال بين 2 و 5 سنة في محافظة الزّرقاء من خلال تنظيم أنشطة تفاعليّة مختلفة كانت تساهم أيضا في مسارهم التّعليمي” كما اشارت إلى أنّ ذلك العمل ساعدها على مزيد فهم احتياجات الأطفال حسب سنّهم.
لكن الجائحة منعتها من الذّهاب إلى عملها ففكّرت في طريقة تجعلها تواصل نشاطها رغم الحجر الصحّي فتجوّلت داخل منزلها لتجمع أشياء ومعدّات تستخدمها في حياتها اليوميّة بما فيها الخيوط والدّبابيس والإبر والكرات المطّاطيّة. وشرحت لنا مريم الوضع بقولها: ” لم يكن الأمر سهلا لأنّني لم أكن أستطيع الخروج لاقتناء المعدّات التي أحتاجها”.
لكنّ المصاعب لم تمنع مريم من الوصول إلى أفكار خلّاقة فاستخدمت هاتفها المحمول لتسجيل اشرطة فيديو تقاسمتها مع المنتفعين من برامج الاتحاد اللوثري العالمي عبر يوتوب و واتس اب. لم تكن أشرطة الفيديو تتجاوز دقيقة واحدة لشدّ انتباه الأطفال وكانت ترافقها موسيقى مرحة لجذب اهتمامهم. قالت لنا مريم: ” كنت أريد مواصلة رفع وعي الأطفال بشأن عدد من المحاور التي أهتمّ بها مع مساعدتهم على تعلّم أشياء جديدة مثل الأشكال الهندسيّة والذّاكرة البصريّة…”.
تتوجّه الأنشطة إلى فئات عمريّة مختلفة كما تشمل أيضا الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكيّة من خلال ألعاب لتحسين قدراتهم المعرفيّة وقد تمّ التّرحيب بأشرطة الفيديو لأنّ مريم أعدّتها في فترة لم يكن فيها التنقّل ممكنا عبر مختلف أنحاء المملكة لكنّها مازالت إلى اليوم تلاقي نجاحا كبيرا عبر شبكات التّواصل الاجتماعي. انتفعت مريم من منحة دراسيّة عبر برنامج EDU Syria II المموّل من الاتحاد الأوروبي في إطار الصّندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السّوريّة.
برنامج EDU Syria
مشروع التعليم السوري / الأردني هو سلسلة من المشاريع امتدت زمنياً على مدى السنوات الخمس الماضية وما زالت مستمرة. يمولها الاتحاد الأوروبي من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للإتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية (مدد) والآلية الأوروبية للجوار (ENI). بدء مشروع التعليم السوري / الأردني بهدف مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المحلية في الأردن للتغلب على العواقب الناتجة عن الأزمة السورية، حيث يقوم المشروع بتمهيد الطريق للاجئين السوريين والأردنيين الأقل حظاً الراغبين بالحصول على تعليمٍ عالٍ وذلك من خلال إعطائهم منح دراسية. إن EDU-SYRIA I أول مشروع من سلسلة مشاريع EDU-SYRIA والذي بدأ في 2015 بتمويل أولي يبلغ 4 ملايين يورو لتوفير 390 منحة للدراسات العليا (البكالوريوس، والماجستير، ودبلوم التدريب المهني) للطلاب الذين انقطعوا عن دراستهم في سوريا بشكل أساسي بسبب الأزمة.
بدأ مشروع EDU-SYRIA II في أكتوبر 2016 بتمويلٍ أكثر يبلغ قدره 11 مليون يورو لمساعدة أكبر عدد ممكن من المستفيدين، ولذلك قدم المشروع 1000 منحة دراسية للطلاب المنقطعين عن الدراسة والطلاب الذين أكملوا المرحلة الثانوية فقط في سوريا أو الأردن. تلقى الصندوق الإجمالي 2.6 مليون يورو في يناير 2019 لتوفير 200 منحة دراسية إضافية في إطار مشروع أطلق عليه اسم EDU-SYRIA ADDITIONAL.
إن مشروع EDU-SYRIA III أحدث المشاريع في السلسلة وقد بدأ في فبراير عام 2020 لمساعدة 2245 مستفيد مباشر بتمويل يبلغ 15 مليون يورو، وبهذا ارتفع الصندوق الإجمالي لمشروع التعليم السوري / الأردني لمبلغ قدره 32.6 مليون يورو.
الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية
منذ إنشائه في ديسمبر 2014 ، يتم تقديم حصة كبيرة من المساعدات غير الإنسانية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي إلى الدول المجاورة لسوريا من خلال الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية ، صندوق الاتحاد الأوروبي “مدد”. يجلب الصندوق الاستئماني استجابة أكثر تماسكًا وتكاملاً للمساعدات من الاتحاد الأوروبي للأزمة ويعالج بشكل أساسي الاحتياجات الاقتصادية والتعليمية والحماية والاجتماعية والصحية للاجئين من سوريا في البلدان المجاورة مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق. يدعم الصّندوق كذلك العمل المحلي و الإدارات.
Read more
موقع ويب بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة الأردنية الهاشمية