تأسس الاتحاد من أجل المتوسط سنة 2008 بناء على قيم وإنجازات عملية برشلونة، وقد انبثق من الجهود الجماعية لقادة الاتحاد الأوروبي والبلدان المجاورة من الضّفتين الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط وقد شكّل منذ ذلك التّاريخ إطارا مؤسسيا حيويا للحوار والتعاون في المنطقة. عمل الاتحاد من أجل المتوسط، على مدى العقد ونصف العقد الماضيين، على دفع عجلة التنمية المستدامة الإقليمية الشاملة وتعزيز الحوار ورفع التحديات الإقليمية الملحة.
منذ إنشائه، أطلق الاتحاد من أجل المتوسط مجموعة متنوعة من المبادرات تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة الشاملة والتكامل الإقليمي وقد دافعت المنظمة عن حقوق المرأة وخلق فرص العمل وعززت جهود التّرابط ضمن البلدان وعالجت الطوارئ البيئية والمناخية. عبر التزامه باتخاذ القرارات القائمة على الأدلة، اضطلع الاتحاد من أجل المتوسط بدور حاسم في تزويد صنّاع السياسات بالأدوات الضّروريّة لتعزيز العمل المناخي في المنطقة.
كما أعطى الاتحاد من أجل المتوسط الأولوية لخطط وبرامج المنح لتشجيع ريادة الأعمال وفرص العمل للشباب، مع الاعتراف بدورهم الحاسم في تشكيل مستقبل المنطقة. علاوة على ذلك، تعمل المنظمة على إعداد أداة فريدة من نوعها لتسريع نسق الاستثمار في الاقتصاد الأزرق وإنشاء أداة إقليمية للحماية المدنية.
إحياء للتّراث الثقافي للمنطقة الأورومتوسطيّة، أطلق الاتحاد مع مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات، مبادرات جديدة لتكريس التنوع وتعزيز الحوار وتنمية التفاهم المتبادل.
إلى تاريخه، يعدّ الاتحاد من أجل المتوسّط ما يزيد عن60 برنامجًا للتعاون على مستوى المنطقة، انبثقت عن جداول الأعمال التي وافقت عليها بلدان الاتحاد على مدى أكثر من 30 اجتماعًا وزاريًا. تتماشى المشاريع والمبادرات التي يدعمها الاتحاد مع الأولويات الإقليمية التي يحددها الوزراء القطاعيون ويتمّ مزيد العمل عليها في إطار مختلف المنابر الإقليمية القطاعية، مما يخلق إطارا فريدا للتعاون في المنطقة.