تلفت كوثر شراحي النّظر نحوها بسبب ابتسامتها الرّائعة وضحكتها الرنانة.  لم تتجاوز الثالثة والعشرين ومع ذلك فهي تتمتّع بدرجة عالية من النّضج. تستطيع التّفاعل مع كبار السنّ وتفهمهم وتستطيع في ذات الوقت أن تكون طفلة وتلعب وتمزح. أحيانا، تطلق العنان للطّفلة داخلها لكنها في غالبا ما تركّز على مساعدة غيرها.

السمة التي تميّز كوثر هي لطفها، لأنها تبحث دائما عن فرصة لمساعدة الآخرين. هذا الميل الطبيعيّ لمساعدة الغير هو ما دفعها لأن تصبح صانعة محتوى. كانت تريد بالتّحديد أن تقدّم التّوجيه والدّعم للشباب الذين يستعدون لاجتياز امتحان البكالوريا في السّنة الأخيرة من التّعليم الثانوي.

 

في البداية، كان لكوثر مجموعة عبر الإنترنت مع بعض الأصدقاء، لتبادل النّصائح والمعارف حول سبل النجاح في الامتحان. عندما تبيّنت أنّ المشاركة من جانب اصدقائها محدودة، بدأت في نشر مقاطع فيديو قصيرة تقدّم فيها نصائح وإرشادات في مجال الدّراسة متمنّية أن يشاهدها البعض ممّن هم حقّا في حاجة إليها. وبالفعل شاهد عدد كبير من النّاس أشرطتها وبدأ عدد متابعيها يرتفع على نحو مطّرد. عندها أدركت كوثر أنّها وجدت ضالّتها. استمرت في صناعة المحتويات، لا فقط حول الامتحانات، بل كلّ المواضيع التي تعتقد أنّها ستساعد الغير. تفتخر كوثر بما تنتجه “من محتويات متنوّعة للغاية تشمل التعليم والثقافة والطعام والسفر” لأنها لا تحاول أن تتصنّع الأشياء، بل “تحاول أن تكون على طبعها”. و حتى عندما تنتج محتوى حول “أسلوب الحياة” ، تسعى كوثر دائما إلى  تضمين رسالة  مبطّنة تحثّ فيها  المتابعين على  التّصالح مع ذاتهم ومساعدة الآخرين و عندما تروي القصص ، تحاول أن تكون روايات  ذات مغزى من شأنها أن  تعزز الإيجابية وترفع الوعي.

“كنت أستطيع أن أكتفي بالأنانية، لكنني إنسانة معطاءة وعندما نعطي من القلب، يكون التّواصل مع النّاس سهل للغاية “.

 

عندما كانت طفلة، حلمت كوثر بمهن متعدّدة. أرادت أن تكون طبيبة لمعالجة غيرها ومحامية للدفاع عن الناس وأرادت حتّى أن تكتسب قوى خارقة حتى تتمكن من إنقاذ الناس: “كان الدّافع هو دائما وابدا مساعدة الغير”.  لم تفقد كوثر الطّفلة بداخلها وظلت صادقة مع نفسها وفي سعي متواصل لمساعدة النّاس بأي طريقة كانت.

يرتبط الاتحاد الأوروبي بالنسبة لها بالدّافع لمساعدة الآخرين: ” بالنّسبة لي، الاتحاد الأوروبي يعني الوحدة. رغم اختلاف اللغات والثقافات، تعمل بلدانه الأعضاء على مساعدة بعضها البعض ومساعدة البلدان الأخرى”.

واصل، واصل بكلّ بساطة. هذا شعاري في الحياة. مهما كانت الظّروف، في العمل أو الدراسة أو أي شيء آخر، واصل

#InTheirEyes 2

أطلق برنامج الجوار الأوروبي جنوب يوم 7 ماي/مايو خلال جلسة نُقلت على الهواء بحضور سفراء النّوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي في بلدان الجوار الجنوبي (12 سفيرا) النّسخة الثانية من مسابقة #InTheirEyes الموجّهة للمؤثّرين الرقميّين في 8 من بلدان الجوار الجنوبي هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان و ليبيا والمغرب و فلسطين و تونس.

اقرأ في: English Français
العلامات
الشباب