من أهمّ نقاط قوّة المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب نذكر تنوع موظفيها. ورغم رحابة هذا الفضاء، تبرز بوضوح خلفية عزيز الجواني حيث يعدّ مساره التّعليمي شهادة جامعيّة في الفيزياء وماجستير في الفيزياء النووية ودبلوما في الهندسة من كلية ليون للنّسيج والملابس ودبلوما آخر في إدارة الأعمال ولم تكن هذه الدّرجات العلميّة تهيّؤه لدوره كخبير أول لتنمية رأس المال البشري لدى المؤسّسة الأوروبيّة يختصّ في سياسات التعلم مدى الحياة.

رغم المسؤوليّات المتنوّعة التي اضطلع بها والخبرات المتعدّدة التي اكتسبها المتنوعة لدى المؤسّسة، يحتفظ مسار تورينو بمكانة خاصة في قلب عزيز. انطلق مسار تورينو سنة 2010 وهو تحليل تشاركي وقائم على الأدلة لسياسات التعليم والتدريب المهني في بلد معين. كل عامين، تدعو المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب البلدان الشريكة لتحليل التقدم المحرز على مستوى سياسات وأنظمة التعليم والتدريب المهني. تكمن القيمة المضافة لهذه العمليّة في كونها تشمل التعليم والتدريب المهني في السياق الاجتماعي والاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يتولّى مسار تورينو نقل توصيات المؤسسة الأوروبية للتّدريب لأدوات المساعدة الخارجية للاتحاد الأوروبي لتعتمد كأساس في تصميم استراتيجيات دعم المؤسسة للدول الشريكة. لكل هذه الأسباب، يعتبر عزيز أن مسار تورينو هو مورد ثمين لا بدّ من حمايته ويقول في هذا الصّدد: “يربط هذا المسار على نحو تفاعليّ، أكثر من ايّ مسار غيره، المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب بكافّة البلدان الشريكة.”

وبينما يتم حثّ المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب على القيام بدور أكثر امتدادا على المستوى العالمي، يعتقد عزيز أنه من الأهمية بمكان أيضا الحفاظ على التركيز على دول الجوار الأوروبي التي تشكل محور ولاية المؤسّسة.  تكمن هذه الفكرة خلف الدّور الذي يضطلع به حاليّا في إطار مسار تورينو.   فبينما يراقب المستوى الإلزامي الأوّل التقدم العام على مستوى التعليم والتدريب المهني والتعلم مدى الحياة، يبحث المستوى الثاني في المجالات المواضيعية المحددة التي يطلبها البلد المعني. بعد تقييم العوامل المؤثرة في المنطقة المعنيّة والسياسات الحالية المعمول بها والفجوات بينهما، يقدم فريق المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب توصيات سياسية يتم بعد ذلك مناقشة إمكانيات تنفيذها مع الجهات الفاعلة المحلية. يعتبر عزيز أنّ الجزء الأوّل هو الأكثر أهميّة في العمليّة والجزء الثاني هو الأكثر تفاعليّة ويقول في هذا الصّدد: ” هو ما يجعلنا دائما على اتّصال بصنّاع السياسات والممارسين المحليّين”.