يحتل الإدماج الاجتماعي في التعليم وتنمية المهارات مركز الصدارة خلال سنة 2023، حيث ستكون السنة الأوروبية للمهارات في مطلع جدول الأعمال على امتداد الأشهر القادمة.
وقد كشفت دراسة استقصائيّة أنجزتها مؤخّرا كلّ من المؤسّسة الأوروبيّة لتحسين ظروف الحياة والعمل (Eurofound) والمؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب داخل الاتّحاد الأوروبي وفي 10 من بلدان الجوار لا فقط عن العدد الكبير للتحدّيات التي تواجهها المجتمعات لمعالجة مسألة الادماج الاجتماعي خاصّة بالنسبة إلى النّساء والشباب والمجتمعات المحليّة الهشّة، بل وأيضا عن ضرورة معالجها على وجه السّرعة. وليست تداعيات جائحة كوفيد19 والأزمة الماليّة والبطالة ونقص فرص التّعليم والتّدريب سوى البعض من المشاكل الحرجة التي يكابدها السكّان خاصّة في بلدان الجوار الأوروبي.
تقول كريستينا ميروتا، الخبيرة السّامية لدى المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب في مجال تنمية رأس المال البشري وسوق العمل والتّوظيف:” الوضع مروع حقًا وعلى درجة عالية من الخطورة حيث نتبيّن أنّ مستويات التشاؤم والفزع والصّراع من أجل تأمين الموارد الماليّة مرتفع جدّا ضمن سكّان الاتحاد الأوروبي وسكّان 10 من بلدان الجوار الأوروبي”.
في الوقت ذاته، تؤثر متطلبات التغيير التكنولوجي وتخضير الاقتصادات والعولمة والعوامل الديموغرافية، بما في ذلك الهجرة والنزوح بسبب المخاطر البيئية والصراعات، بشكل عميق على أسواق العمل ومكان العمل والمهارات التي يحتاجها الناس للعمل والعيش. في هذا السّياق، يكتسي التعليم وتنمية المهارات أهميّة بالغة لضمان نفاذ الأفراد إلى العمل وبقائهم فيه على ضوء التطوّرات السّريعة التي تشهدها أماكن العمل والمجتمعات بصفة عامّة.
للإبراز المقاربة التي نعتمدها لرفع هذه التحدّيات، تقول ليدا كيتا، الخبيرة السّامية لدى المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب في مجال تنمية رأس المال البشري والادماج الاجتماعي:” نعمل من خلال مختلف أشكال التّعاون وتقاسم المعارف والابتكار على التّأثير على مسارات صنع السياسات والإنجاز. كما نحاول من خلال المشاركة في مختلف الشبكات مع بلدان منطقة الجوار الأوروبي أن نبيّن أنّه يمكن تغيير النّمط السّائد وطريقة معاملة ما يسمّى بالفئات المستبعدة والهشّة”.
ماذا نفعل لدعم المهارات بهدف الإدماج الاجتماعي؟
تضطلع المؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب بدور الميسّر لدفع الادماج الاجتماعي على مستوى المنظومات إذ يتطلّب خلق المجتمعات الدّامجة سياسات للتّعليم ولتنمية المهارات والتّوظيف تكون متكاملة ومعزّزة لبعضها البعض.
نحن نعالج هذه المسألة على مستويات متعدّدة:
معلومات أساسيّة
يتمّ إعداد وتقديم عملنا في سياق السّياسات الأوروبيّة بما فيها الدّعامة الأوروبيّة للحقوق الاجتماعيّة وأولويّات الاتحاد الأوروبي في مجال العلاقات الخارجيّة دعما لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة في أفق سنة 2030 و خاصّة من بينها التّعليم الجيّد و العمل اللائق و نموّ الاقتصاد من أجل مجتمعات مزدهرة و مبتكرة و دامجة.
يشكّل الادماج الاجتماعي محورا ذا أولويّة بالنّسبة إلى الرّئاسة السويديّة للمجلس الأوروبي من جانفي/يناير إلى جوان/يونيو 2023 التي تعتزم إضافة إلى تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في العالم مواصلة تنفيذ الدّعامة الأوروبيّة للحقوق الاجتماعيّة لتحسين ظروف العمل بما في ذلك في الاقتصاد الرّقمي و بالنّسبة إلى العاملين عبر المنصّات كما تعتزم العمل على مسألة عدم المساواة بين الجنسين داخل سوق العمل من أجل تحقيق توازن أفضل للجميع بين العمل و الحياة.
نعمل أيضا على دعم التّعليم وتنمية المهارات والتّوظيف في مناطق الجوار الأوروبي- غرب البلقان وتركيا وجنوب وشرق المتوسّط وأوروبا الشرقيّة وآسيا الوسطى- وذلك في سياق التعلّم مدى الحياة لفائدة الفئات الأشدّ هشاشة في المجتمع. ويتمثّل هدفنا من خلال ذلك في إرساء سياسات وممارسات تدفع دور تنمية رأس المال البشري في تحقيق الاستدامة والإدماج الاجتماعي مع التّركيز على أبعادها المدنيّة والاجتماعيّة وتلك المتعلّقة بالعدل والانصاف.
مع انطلاق السنة الأوروبيّة للمهارات، تركّز الحملة الاتّصاليّة للمؤسّسة الأوروبيّة للتّدريب خلال شهري جانفي/يناير وفيفري/فبراير 2023 على أهميّة التّعليم وتنمية المهارات في الإدماج الاجتماعي من خلال مشاركات بارزة ونقاشات بين الخبراء ودروس مستفادة من مناطق الجوار الأوروبي سنتقاسمها عبر كافّة قنواتنا الإعلاميّة.