سلطت الحرب في أوكرانيا الضوء على مسألة الحدود، كأولوية ولكن أيضا من حيث النزوح في جوار الاتحاد الأوروبي. وبدلا من الاقتراب من عالم “بلا حدود” كما بشر ت به العولمة، تسعى الدول بشكل متزايد إلى تعزيز سيطرتها على أقاليم محددة ترسمها الحدود والتّخوم. وينعكس هذا أيضا في المشروع الأوروبي حيث كانت فكرة الاتحاد الأوروبي بلا حدود، عبر منطقة شنغن لحرية الحركة، ترتكز منذ البداية على افتراض أن الحركة الداخليّة تعتمد بشكل كبير على التعزيز الخارجي لحدوده. لا ينطبق التنقل الحر سوى على مواطني الدول الأعضاء ومواطني الدول الأخرى المقيمين بشكل قانوني داخل الحدود الأوروبية. وقد أدى ذلك حتما إلى التمييز بين الحدود الداخلية، التي تضاءلت أهميتها، والحدود الخارجية، التي تتصدر النقاش السياسي بشأن الهجرة.