مغامرة ايرسموس +

تونس- محمّد العربي باصالح، طالب في مرحلة الدكتوراه في الفيزياء وباحث في جامعة العلوم بالمنار تمكّن من القيام بتجربة أيرسموس + عبر تدريب لمدّة 12 شهرا في جزيرة مايوركا بإسبانيا ويقول محمّد متحدّثا عن تجربته ” تمكّنت من التكيّف مع بيئة جديدة ومن العيش بكلّ راحة في مكان غريب عنّي وكانت اسبانيا اكتشافا جديدا بالنّسبة لي فعلى المستوى الجامعي تمتّعت بتعليم ذي جودة عالية”. وقد تعلّم محمّد تصميم شفرات محاكاة على الحاسوب لتأييد نتائجه التّجريبيّة في تونس وفسّر لنا أنّ هذه “الأشياء البسيطة” التي لا نولي لها عادة أهميّة هي التي تمكّننا من صنع الفرق ومن الاضطلاع بكلّ سهولة بمختلف المسؤوليّات.

ويضيف محمّد بأنّ ” تجربة ايرسموس+ شكّلت منعرجا حقيقيّا في حياتي حيث سمح لي هذا التّدريب في مختبر بحث من التعرّف على طلبة من آفاق مختلفة ومن القيام بلقاءات مهمّة مع الباحثين وكذلك من تحسين استخدامي للمحاكاة الرقميّة” كما شرح لنا أنّ التّدريب قد ساعده أيضا على تحسين استخدامه للغة الإنجليزية وتعلّم الجديد في مجال البحث ممّا جعل التّجربة كلّها مرحلة لا تنسى من حياته على المستويين المهني والشخصي.

أمّا عبد المنعم كوكة فقد ذهب إلى ألمانيا في إطار ماجستير في الابداع في  تكنولوجيا المعلومات و ذلك عقب مقابلة مطوّلة أسفرت عن انتقاء 30 طالب فقط من أصل 1000 مترشّح لخوذ التّجربة و يقول عبد المنعم : “جئت إلى معهد فراونهوفر دون أفكار مسبقة و بالقليل من المعرفة حول ثقافة البلاد و تاريخها و رغم انّها كانت قصيرة فتجربة أيرسموس موندوس (البرنامج الذي سبق برنامج ايرسموس +) التي دامت شهرا و نصف الشّهر (جويلية/يوليو-أوت/أغسطس 2013) أعطتني الكثير و وسّعت مجال تفكيري و نحتت شخصيّتي  دون أن أنسى فائدة التّدريب نفسه” و يضيف عبد المنعم :” تُـلقى الدّروس باللغة الألمانيّة ممّا يتطلّب قدرة على الإنصات و الكتابة مختلفة عمّا تتطلّبه اللغة الفرنسيّة و هذا يعني المزيد من العمل الشاق. و قد مكنني التدريب في مجال ” النموذج الاقتصادي للأعمال” من التأكّد من توجيه اختياري الخاص بتخصّصي في الماجستير. كما يفسّر لنا عبد المنعم انّ نمط المؤسّسة يساعد على التعرّف على مبادئ عملها وقواعد تنظيمها حيث يسمح في نفس الوقت من تحديد أهداف المؤسّسة وكذلك استراتيجيّتها والإجراءات التي يجب اعتمادها للوصول إلى تحقيق أهدافها كما يسمح النّمط من تحديد وضع المؤسّسة في إطارها التّنافسي الحالي والمستقبلي.

وقال لنا عبد المنعم أنّه فور رجوعه إلى تونس قام بإطلاق مؤسّسته الخاصّة ” TAC-TIC ” في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القطب التّكنلوجي بالغزالة وكان تدريبه في ألمانيا قد مكّنه من تحسين معارفه ومن توسيع أنشطته لتغطية القارّتين الإفريقيّة والأوروبيّة حيث ينظّم حلقات تدريبيّة وخاصّة في كوت ديفوار و في فرنسا و ألمانيا. وتميزت أيضا الفترة التي قضّاها عبد المنعم في إطار برنامج أيرسموس + بمناسبات لمشاركة الطلبة الآخرين في العديد من الجولات و النّزهات الاستكشافية و لا يكتم عبد المنعم حماسه حيث يقول ” أنا أنصح الشباب الذي مازال يتردد للسّفر أن لا يفلّت هذه الفرصة فبرنامج أيرسموس+ يفتح أمامكم العديد من الآفاق ليس فقط على المستوى المهني بل و كذلك لاكتشاف الذّات و توسيع الآفاق في إطار جديد”.  

إيرسموس + في المجرّ: تجرية وصال

حدّثتنا وصال بن عبّاس، طالبة بالسنة الثانية ماجستير في اللسانيات عن تجربتها أيرسموس + في مدينة سقد بالمجرّ و هي تجربة أثّرت فيها كثيرا و لا يمكن أن تنساها أبدا:” حثّتني تجربتي الجامعيّة في جامعة الآداب بمنّوبة على التعرّف على الثقافات المختلفة ولم يكن اختيار وجهتي في إطار التّبادل إيرسموس + بالأمر اليسير لا عند اختيار البلد و لا حتّى المدينة و قد نصحني الجميع بالذّهاب إلى بلد ناطق باللغة الإنجليزية و لكنّي قررت في النّهاية الذّهاب إلى المجر”.

قالت لنا وصال أنّ تدريبها في جامعة سقد ّمكّنها من اكتشاف الثقافة المجريّة المختلفة تماما عن ثقافتها و تعلّمت عبر الأيّام أن تستمتع بها “فرغم حاجز اللغة، علما انّ المجريّين يتقنون اللغة الإنجليزية، تمكّنت من لقاء أشخاص و ربط صداقات كما تمكّنت من ممارسة رياضات مختلفة و من المشاركة في رحلات استطلاعيّة فسقد مدينة لا يمكن أن نشعر بالممل فيها حيث انها مفعمة بالحيوية و النشاط و تضم الكثير من الأماكن التي تستحق الزيارة و مستجدّات لاكتشافها و يمكن على مدار السّنة حضور حفلات و مسرحيّات موسيقيّة و عروض مسرحيّة … لا شكّ أنّ هذ الفصل قد غيّر نظرتي إلى الدّراسة و إلى مشروعي المهني كما سمحت لي هذه التجربة بالنّضوج و تحسين معرفتي اللغويّة والتقدّم في بحثي إضافة إلى توسيع آفاقي الذهنيّة و حبّ الاطلاع لديّ”.

يهدف برنامج ايرسموس+ عبر هذا النّوع من التّجارب الشخصيّة إلى تنمية وتحديث منظومة التّعليم العالي في تونس حيث يوفّر منحا دراسيّة لفائدة الطّلبة وموظّفي الجامعات في إطار مشاريع الشراكة بين المؤسّسات الجامعيّة التّونسيّة و الأوروبيّة.

وقد شرح لنا الدّكتور محمّد صالح حرزالله ، منسّق المكتب الوطني إيرسموس+ بتونس انّ ” المشاركة في البرنامج تخضع إلى مبدأ المنافسة بين الجامعات الشريكة التي تقدّم مشاريعها بعد نشر طلب عروض مشاريع سنوي ونحن واثقون من أنّ برنامج ايرسموس+ يمكنه أن يلعب دورا أساسيّا في تنمية تونس بتمكين آلاف الشباب التّونسيين بالتطلّع إلى مستقبل أفضل و بما أن التّدريب يشكّل أفضل حصن ضدّ البطالة فالتّجربة الحاصلة خارج البلاد و كذلك إتقان اللغات الأجنبيّة يمثّلان نقاط قوّة لا يمكن التّغافل عنها”.

يحصل الطّلبة على منح دراسيّة لمدّة تتراوح بين 3 أشهر وسنة امّا الموظّفون الجامعيّون فيحصلون على دعم للتنقّل لمدّة تتراوح بين 5 أيّام وشهرين.

تمّ سنتي 2015 و2016 توفير9386  منحة لفائدة طلبة ومدرّسين من بلدان جنوب المتوسّط للتنقّل للدّراسة والتّدريب أو التّعليم في أوروبا وكان ضمنهم1035  تونسيا وتونسيّة كما موّل البرنامج تنقّل 1325 أوروبي وأوروبيّة في الاتجاه المعاكس هذا ويصبو الاتحاد الأوروبي إلى تمويل تنقّل 3000 تونسي على الأقلّ خلال الفترة 2015-2020. 

نصّ: كمال بوعوينة

صور: راشد بالرزّاقة

للاطلاع على المزيد

إيراسموس + 

موقع

دليل البرنامج