تجسد صانعة المحتوى الجزائرية “بركة” المعنى الذي يحمله اسمها باللغة العربية وتعكس عبر موهبتها الايجابيّة والجمال الأخّاذ حتّى أنّ غبطتها وصوتها الشجي يشعّان عبر الشّاشة وتنعكس شخصيتها النابضة بالحياة في محتواها. عندما كانت طفلة، كانت بركة تحلم بأن تصبح نجمة عالمية وبأن توظّف شهرتها لمحاربة العنصرية على غرار مارتن لوثر كينغ وأن تترك خلفها إرثا فنيّا دائما.

 

تؤمن بركة بأن الناس يولدون ليتركوا بصماتهم في هذا العالم وهو بالتّحديد ما عملت على تحقيقه. سعيا منها لنشر الإيجابية، تحثّ بركة كلّ من يعترض طريقها على أن يكون متفائلا مهما كانت التحدّيات التي تطرحها الحياة. هي ايضا فتاة متعددة المواهب ومبدعة حيث تجمع بين العزف على القيثار وعرض الأزياء وممارسة الرياضة وقراءة الكتب والتّواصل مع من هم أقلّ حظّا منها في الحياة. تنعكس مواهبها وهواياتها المتنوعة في المحتوى الذي تصنعه وقد خلقت موهبتها الموسيقية وحبها للثقافة الصحراوية مزيجا فريدا جعل محتوياتها تلاقي نجاحا كبيرا لدى المتابعين.

 

كان طريق بركة إلى النجاح مزروعا بالتحديات رفعتها جميعها دون خوف. سنة 2015، كسرت الحواجز لتصبح من أوّل الفتيات ذوات البشرة السّمراء في المنطقة الجنوبية التي تقدّم نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي كمغنية وعارضة أزياء وصانعة محتوى وكان تصميمها على تحدي الصور النمطية وشق طريقها الخاص دليلا واضحا على طموحها وقوتها.

 

ما يميّز بركة حقا هو نزاهتها التي لا تتزعزع معتمدة في كلّ خطوة تقطعها على ايمانها القوي وبوصلتها الأخلاقية وهي ترفض المساومة فيما يتعلّق بقيمها إزاء إغراء المال أو الحصول على عدد أكبر من المتابعين محافظة بذلك على أصالتها ليعكس محتواها شخصيّتها الحقيقيّة ويتردّد صداه لدى متابعيها المخلصين الذين يمثّلون بالنّسبة لها أسرتها الثانية.

 

عرفت بركة في مسارها العديد من المراحل التي خلقت لديها احساسا بالفخر. من التعاون مع السفارات إلى الغناء في التظاهرات الدولية وتمثيل الجزائر على السّاحة العالميّة، كانت إنجازاتها مرموقة جدّا حتى أنها تُوجت ملكة جمال المواهب في الجزائر سنة 2019.

 

واليوم، تبدأ بركة فصلا جديدا في حياتها كسفيرة للنوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي. تؤمن بركة ايمانا راسخا بأهميّة الفرص وهي تعتقد أنّ الاتحاد الأوروبي يمثّل عالما من الفرص للتواصل مع الدبلوماسيين واللقاء بأناس من ثقافات متنوعة وإلهام التغيير الإيجابي على المستوى العالمي.

 

بينما تواصل في إغداق البركات من خلال محتواها، تظل بركة مثالا للتواضع والطموح والإيجابية الرّاسخة وتجسّد الإمكانات الحقيقية للمبدعين الشباب ليجعلوا من العالم مكانا أفضل ولا شك في أن بركة، التي تجسد تماما معاني اسمها، ستترك بصمة دائمة في العالم، تماما كما حلمت عندما كانت طفلة.

ا تعرف أبدًا إذا لم تجرب !

#InTheirEyes 2

أطلق برنامج الجوار الأوروبي جنوب يوم 7 ماي/مايو خلال جلسة نُقلت على الهواء بحضور سفراء النّوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي في بلدان الجوار الجنوبي (12 سفيرا) النّسخة الثانية من مسابقة #InTheirEyes الموجّهة للمؤثّرين الرقميّين في 8 من بلدان الجوار الجنوبي هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان و ليبيا والمغرب و فلسطين و تونس.

اقرأ في: English
العلامات
الثقافة الشباب