في شوارع غزة حيث يجثم الحزن على أنفاس الجميع، برزت منارة للأمل والإبداع تتمثّل في الشاب الفلسطيني عزّ الدّين لولو، الطّالب في اختصاص الطبّ الذي يلامس، من رسم لرسم، حياة النّاس وينشر الفرح ويحدث تغييرا إيجابيا لفائدة شعبه.

 

حلم عز بأن يصبح طبيبا بدافع رغبة داخله في الشفاء وإحداث فرق في حياة غيره وهو يسعى اليوم بعد أن التحق بدراسة الطبّ إلى التخصص في الجراحة ولا يريد أن يكتفي بمداواة الجروح الجسديّة، بل وأيضا الندوب العالقة في روح مجتمعه المحلّي. كان عزّ مولعا بالرّسم منذ طفولته وكبر معه الشّغف للتّعبير عن المعاناة التي يشهدها يوميا. أصبح عز أول فنان فلسطيني يستخدم تقنية zoom في أعماله. من خلال إبداعاته الساحرة، يلتقط عزّ نضالات شعبه ويسلط الضوء على محن النّاس بينما يحافظ على شعلة الأمل.

 

انطلق عز في مشروع رائع مستوحيا أفكاره من شوارع غزّة المضطهدة. يتخفّى عزّ ليرسم أشخاصا لا علم لهم بتاتا بأنّه يفعل ذلك وبعد برهة يفاجئهم ويكشف لهم عن الرّسم الذي يشبههم ويوثق فرحتهم وهم يرون أنفسهم من زاوية مختلفة. ينشر عز هذه التّفاعلات التي تثلج الصّدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليتقاسم مع العالم صورة حيّة للصّمود رغم العديد من الشدائد.

 

تحمل كل صورة يرسمها عز رسالة تتجاوز مجرّد الخطوط التي نراها فبينما يرسم وجوه المستضعفين مثل الباعة المتجوّلين يحرص على تسجيل معلومات الاتصال بهم وبعد نشر الفيديو الذي يوثّق ردّ فعلهم إزاء اكتشافهم لصورتهم ليصل إلى شاشات المتابعين ويمسّ قلوبهم في ذات الوقت يتّصل الكثير منهم بعزّ ويطلبون منه ربطهم بالأشخاص الذي أختار أن يرسم صورهم وغالبا ما يتلقّون دعما يغيّر مجرى حياتهم   مثل المساعدة أو توفير مبلغ ماليّ أو فرصة جديدة. بلمسة من عزّ، يتحوّل الرسم البسيط إلى محرّك للتّغيير وبوابة نحو مستقبل مشرق أكثر.

 

لا يخلو التوفيق بين متطلّبات دراسته وصناعة المحتويات من المصاعب والتحدّيات، لكنّ عزّ تعلّم فنّ إدارة الوقت والمثابرة والتضحية بلحظات ثمينة من الراحة والترفيه لينجح في تحويل أحلامه إلى حقيقة. وليس تفانيه واستعداده للعمل تحت الضغط سوى الدّليل على روحه التنافسيّة وتصميمه على التفوق ودفع نفسه إلى ابعد من حدوده.

 

تتجلى رغبة عز في الارتقاء بشباب بلاده في الدّور الذي يتقمّصه كسفير النوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي. وهو يدرك جيّدا أنّ مجتمعه المحليّ يعجّ بالطّاقات غير المستغلّة لذلك يناصر من أجل اغتنام نظرائه للفرص التي توفرها المبادرات الممولة من الاتحاد الأوروبي. يسعى عز جاهدا لتمكين الشباب المتحمّس والطّموح ويذكّرهم دائما وأبدا بأن الأبواب تُفتح عندما يجرؤون على طرقها.

 

يدعم عزّ الدّورة الحميدة للعطاء التي تتعمّق في جوهر قدرتنا على التّعاطف مع غيرنا. في منطقة يغمرها اليأس، يرسم عزّ البسمة وينشر الطّيبة وينسج خيطا من الأمل لمن هم في أمس الحاجة إليه.

الحياة محفوفة بالمخاطر بطبيعتها. هناك خطر رئيسي واحد يجب تجنبه ، وهو خطر عدم القيام بأي شيء.

#InTheirEyes 2

أطلق برنامج الجوار الأوروبي جنوب يوم 7 ماي/مايو خلال جلسة نُقلت على الهواء بحضور سفراء النّوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي في بلدان الجوار الجنوبي (12 سفيرا) النّسخة الثانية من مسابقة #InTheirEyes الموجّهة للمؤثّرين الرقميّين في 8 من بلدان الجوار الجنوبي هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان و ليبيا والمغرب و فلسطين و تونس.

اقرأ في: English Français
العلامات
الثقافة الشباب