يناصر الاتّحاد الأوروبي بكلّ قوّة لفائدة المهارات التي تكتسي أهميّة بالغة في الأسواق الحاليّة. من خلال عدد من المبادرات، يدعم الاتحاد الأوروبي الشباب، من فتيات وفتيان، في جميع أنحاء الجوار الجنوبي لتطوير كفاءاتهم وتأمين مستقبل واعد.

 في هذه السّلسة من استرجاع الذّاكرة، تحدثنا إلى الشباب الذين استفادوا من هذه المشاريع وهم اليوم يفكّرون في التأثير الإيجابي لهذا الدعم الأوروبي على حياتهم.

 تتميّز نادين حسن أبو طحيمر بعزيمتها القويّة وقدراتها الابتكاريّة وقد وظّفت تجربتها مع مخبر فاب لاب في اربد لتصقل مهاراتها كمبتكرة مختصّة في التصنيع الرقمي. أطلقت هذه الشابة الأردنية مؤخرا مؤسّستها الناشئة “Menalab” حيث تعمل على تمكين الأفراد من خلال مهارات التصميم العملية وتمدّهم بالمعارف والأدوات الضروريّة لتحقيق أفكارهم الإبداعية.

 

عندما انطلقت في هذه الرّحلة، ماهي الأحلام التي كنت تحملينها؟ 

عندما التحقت بأردن ستارت لم يمر على تخرّجي من الجامعة أكثر من سنتين في اختصاص هندسة الكمبيوتر وكنت أيضا شغوفة بالمعدّات والأجهزة. كنت أحلم بالجمع بين عالمي البرمجيّات والمعدّات من خلال هندسة النّظم المدمجة لكن لا يخفى عليكم أنّ ذلك لم يكن شائعا في الأردن. عندما اكتشفت وجود مخبر فاب لاب اربد من خلال شمال ستارت، أدركت أنّه لا بدّ لي أن أجد المجال لتحويل شغفي إلى واقع ملموس. 

عرف مساري منعرجا حقيقيّا خلال جائحة كوفيد 19. كان انتماؤنا إلى مخبر فاب لاب يتطلّب منّا أن نستخدم أدواتنا ومعارفنا لإحداث تأثير إيجابيّ وهو ما كنت أتمنّاه وأتطلّع إليه.

 

ماهي المهارات التي اكتسبتها من خلال برنامج لومينوس أردن ستارت (شمال ستارت سابقا) المموّل من الاتحاد الأوروبي وكيف ساعدتك تلك المهارات على تحقيق أحلامك؟  

حوّل مشروع شمال ستارت المموّل من الاتحاد الأوروبي مجرى حياتي على مستويات متعدّدة. في البداية، منحني المشروع إمكانيّة النّفاذ إلى أحدث التقنيات التي قرأت عنها أو اطّلعت عليها عبر الإنترنت فقط! كان المشروع حافزا حقيقيا لنموي الشخصي ومساري المهني. وقد مكّنتني التّجارب التعاونيّة التي خضتها من توسيع آفاقي المهنيّة وتغيير طريقة تفكيري ومن خلال العمل والتفاعل مع أناس من خلفيات وبلدان وثقافات مختلفة، تعلمت أن أكون أكثر انفتاحا ومرونة في عملي.

كما شعرت مع شمال ستارت بالدّعم والمساندة وتعلّمت أنّه عندما أحمل فكرة قابلة للتطبيق من شأنها أن تخلق قيمة لفائدة الزّبائن فأنا أحمل إمكانات فعليّة لإحداث التّغيير ولرسم طريقي الخاص. تعلمت أن أكون مبتكرة وأن أتحلّى بروح رياديّة مما دفعني في النهاية إلى إطلاق مؤسّستي الناشئة!

 

ما هو الإنجاز الذي تفتخرين به على وجه الخصوص؟ 

من أكثر الإنجازات التي أفتخر بها هو دون شكّ التأثير الدائم الذي أحدثناه على جيل الشباب حيث نجحنا في أن نغرس لديهم الوعي بقدراتهم على التحوّل إلى عناصر منتجة في المجتمع وعلى حلّ المشاكل والا يكونوا مجرّد عناصر مستهلكة.  

ساعدناهم على تحقيق قدراتهم ومكّناهم من مجال لاستكشاف المجالات التقنيّة التي لم يفكّروا فيها قطّ من قبل وينطبق هذا بشكل خاصّ على النّساء فقبل شمال ستارت كنّا نادرا ما نسجّل حضور المرأة على مستوى التّصنيع لكن الأوضاع تغيّرت تماما بفضل مخابر فاب لاب. 

أعتقد أنّ هذا التأثير عميق ومن الصّعب تقييمه لأنه يتراكم من خلال التأثير المضاعف أي أننا نعلّم شخصا ليتولّى بدوره تعليم غيره وهكذا دواليك. هذا من شأنه أن يخلق موجة مستمرة من التغيير الإيجابي انطلاقا من البذور التي زرعناها قبل أربع سنوات.

 

عودة بالذّاكرة مع: https://south.euneighbours.eu/story/jordanian-innovators-breathe-hope-back-covid-19-stricken-world/ 

 

حملة المهارات 2024 #EuropeanYearOfSkills

هناك أكثر من 60 مليون شاب في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا العدد يتزايد كل عام. ومن بين هؤلاء، ما بين 25 و40% إما عاطلون عن العمل أو يعملون في وظائف لا تتناسب مع مهاراتهم أو مؤهلاتهم أو طموحاتهم.
اقرأ في: English Français