يناصر الاتّحاد الأوروبي بكلّ قوّة لفائدة المهارات التي تكتسي أهميّة بالغة في الأسواق الحاليّة. من خلال عدد من المبادرات، يدعم الاتحاد الأوروبي الشباب، من فتيات وفتيان، في جميع أنحاء الجوار الجنوبي لتطوير كفاءاتهم وتأمين مستقبل واعد.

 في هذه السّلسة من استرجاع الذّاكرة، تحدثنا إلى الشباب الذين استفادوا من هذه المشاريع وهم اليوم يفكّرون في التأثير الإيجابي لهذا الدعم الأوروبي على حياتهم.

 

استفادت هند قصيعة من الدّعم الذي يقدّمه برنامج Innovi’I -EU4Innovation المموّل من الاتحاد الأوروبي لتحويل بحوثها العلميّة إلى مشروع مستدام يوفّر منتجات صديقة للبيئة للرضّع والأطفال. يحمل المشروع اسم Sourire aux Anges  (ابتسامة للملائكة) و هو يقدّم اليوم 8 منتجات طبيعيّة محليّة المصدر من أجل أطفال سعداء و في صحّة جيّدة في مختلف أنحاء البلاد التّونسيّة. 

 

عندما انطلقت في هذه الرّحلة، ماهي الأحلام التي كنت تحملينها؟ 

كنت أريد أن أعطي لمولودي الجديد ولجميع الرضّع في تونس منتجات عالية الجودة تولي الأولوية للرّفاه واحترام البيئة. السوق التونسية غارقة في المنتجات المستوردة التي غالبا ما يعتبرها الناس ذات جودة عالية لذلك أردت أن أتحدّى هذه الفكرة السّائدة لأبيّن لهم أنّ منتجات الرضّع المصنوعة محليّا والمراعية للقيم الأخلاقيّة يمكنها أن تمثّل أفضل بديل من أجل مستقبل أكثر صحّة. 

كانت لي قناعة بأنّني قادرة على بعث مشروع مستدام لا يقدّم تنازلات على مستوى الجودة ويستطيع طرح بدائل بكلفة محدودة. 

 

ماهي المهارات التي اكتسبتها من خلال البرنامج المموّل من الاتحاد الأوروبي وكيف ساعدتك تلك المهارات على تحقيق أحلامك؟  

عندما شاركت في برنامج Innovi’i – EU4Innovation ، غيّرت اتّجاه تركيزي تماما و تحوّلت من باحثة علميّة فقط إلى رائدة أعمال حقيقيّة. 

اكتسبت أثمن المهارات لمساعدتي على تحويل فكرتي إلى مشروع. لقد ارتكبت في السّابق عددا من الأخطاء وقد ساعدني الخبراء في مجال الماليّة والتّسويق والمحاسبة في البرنامج على فهم أسباب تلك الأخطاء.   تمكّنت من تقييم الثغرات التي يشكو منها المشروع وصقلت رؤيتي. كنت في البداية أركز على التسويق وشبكات التواصل الاجتماعي، دعمني البرنامج لأنتقل نحو شراكات مع أطباء الأطفال والصيدليات. وهو بصراحة ما جنّبني تكرار الأخطاء المكلفة للغاية التي من شأنها أن تلحق أضرارا كبيرة بشركة ناشئة مثل Sourire aux Anges.

كما اكتسى تعلّم المهارات اللينة أهميّة قصوى في مساري فالأشياء البسيطة مثل مخاطبة الجمهور تتطلّب بذل الجهود وقد ساعدني البرنامج بشكل كبير في هذا المجال. 

كما أن الحصول على الدعم المالي والاعتراف الرسمي منحني شحنة إضافيّة لأنه كان شهادة على مصداقيتي. فزت بجائزة رائد الأعمال الاجتماعي لسنة 2021 وحصلت على قروض غيّرت مجرى أعمالي حيث استثمرتها للحصول على الاشهاد بمطابقة مخبري لمتطلّبات مواصفة ايزو ووظّفت مختصّين في المبيعات وكثّفت التّواصل مع الصيدليّات والجهود التسويقيّة. 

 

ما هو الإنجاز الذي تفتخرين به على وجه الخصوص؟ 

أشعر بفخر شديد عندما أتلقى رسائل من الأولياء وأطباء الأطفال يقولون لي فيها: “شكرا لك على المنتجات التي تصنعينها والتي ساعدت رضيعي على أن يشعر براحة كبرى” أو “شكرا لك، لقد خففت من التهيّج الذي كانوا يعانون منه وهم الآن في صحّة جيّدة”. أحيانا يقول لي أناس لم التق بهم البتّة:” لا شكّ في أنّك إنسانة رائعة لأنّك تصنعين منتجات رائعة”

هذا يكفيني ولا أريد ايّ شيء آخر. 

يسعدني أن أرى أنّ الكثير من النّاس يشاركونني اهتمامي بالجوانب البيئيّة واشعر براحة نفسيّة كبرى عندما اتبيّن أنّنا معا نستطيع أن نحدث تأثيرا عميقا وهو ما يزيد من تصميمي على مواصلة الطّريق التي أسلكها اليوم.

عودة بالذّاكرة مع: 

 

موقع الواب: https://souriresauxanges.tn/

 

حملة المهارات 2024 #EuropeanYearOfSkills

هناك أكثر من 60 مليون شاب في منطقة جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وهذا العدد يتزايد كل عام. ومن بين هؤلاء، ما بين 25 و40% إما عاطلون عن العمل أو يعملون في وظائف لا تتناسب مع مهاراتهم أو مؤهلاتهم أو طموحاتهم.
اقرأ في: English Français