حان الوقت لتكون المرأة أكبر حليف للمرأة

أكتوبر 6, 2023
مشاركة في

سناء أفوايز هي خبيرة في النوع الاجتماعي، حصلت على العديد من الجوائز وهي محاضرة في مجال قضايا المرأة. تسعى سناء من خلال منظمتها غير الربحيّة Womenpreneur إلى تعزيز مكانة المرأة في دوائر ريادة الأعمال والتكنولوجيا والابتكار وداخل المجتمع.

sana

من مكالمة هاتفيّة إلى أخرى، لا تتوقّف سناء أفوايز أبدا عن الحركة والنّشاط بين إدارة منظّمتها Womenpreneur وعملها ككاتبة لأنّها تؤمن إيمانا راسخا بضرورة مواصلة بذل الجهود مهما كانت الإنجازات. فرغم حصولها من البنك العالمي على لقب” المرأة المؤثّرة” وفوزها بالعديد من الجوائز الدوليّة وترتيبها من قبل “Social Enablers” ضمن ال100 مبتكر الأكثر تأثيرا، مازالت سناء تشعر “أنّها في حاجة إلى أن تثبت ذاتها”.

تقول سناء: ” أنا امرأة شابّة مهاجرة تعيش في أوروبا لذلك مازلت أشعر وكأنّني في حاجة لأن أعمل أكثر فأكثر لأؤخذ على محمل الجد وحتّى في قلب أوروبا مازال من الصّعب على رائدات الأعمال أن تُفهمن تماما وأن تنلن على التّقدير”.

تحفيز المواهب النسائيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا
لكنّ ذلك لم يمنعها من مواصلة مهمّتها المتمثّلة في رفع المواهب النسائيّة أينما كانت في العالم بل بالعكس فالتحدّيات كانت بمثابة الوقود الذي زاد من تصميم سناء على مدّ يد المساعدة لرائدات الأعمال مثلها.

تقول سناء في هذا السياق: ” تعدّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الكثير من المواهب التي تفتقدها أوروبا ومنطقتنا فيها أكبر عدد في العالم من النساء اللاتي تدرسن العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أمّا المغرب والجزائر وتونس فهي تعدّ أكبر عدد من المهندسات في العالم. المواهب متوفّرة ولا نحتاج سوى إلى رعاية تلك المواهب ومساعدتها على تحويل الأفكار إلى حقائق”.

من خلال المنظّمة غير الحكوميّة Womenpreneur التي أسّستها في بروكسل منذ أكثر من سبع سنوات، شملت سناء أكثر من 19 ألف امرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ونظّمت أنشطة مختلفة من بينها جلسات المرافقة وبرامج الريادة وتظاهرات التّشبيك والعديد من الأنشطة الأخرى.

” أنا أعتبر أن ّ كلّ امرأة ناجحة في حياتها هي مثال يحتذي به غيرها ويمكن لأيّ امرأة أن تكون ناجحة من المديرة العامّة لشركة كبرى إلى المرأة التي تدير بنجاح المتجر الصّغير داخل الحيّ. كما اعتقد أنّ الاستقلاليّة الاقتصاديّة والماليّة لا تجسّد الحريّة بل هي أداة ونقطة انطلاق لتحقيق الحريّة وللقدرة على توجيه نظرة مختلفة إلى وسطنا وبيئتنا”.

في نوفمبر من السّنة الماضية، أبرمت Womenpreneur شراكة مع الاتحاد الأوروبي والاتحاد من أجل المتوسط لتنظيم مهرجان الشبكة المتوسطيّة للمرأة في مجال التّكنولوجيا وهي تظاهرة تسعى لربط الصّلة بين النساء في جميع أنحاء المنطقة المتوسطيّة للتّشبيك والتعلم وتبادل وجهات النّظر حول المواهب والفرص والدعم وسبل خلق أفق جديدة لدعم الابتكار المزدهر والمستدام.

رغم الحضور المكثّف للمرأة صلب الهياكل ذات الاتّجاه التكنولوجي لا توجد حاليا شبكة متوسطية للنساء العاملات في مجال التّكنولوجيا لذلك تسعى تظاهرة الشبكة المتوسطيّة للمرأة في مجال التّكنولوجيا إلى سد هذه الفجوة. حسب المفوضية الأوروبية ، 18٪ فقط من المختصّين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هم من النساء وهناك فجوة شاسعة بين الجنسين في صناعة التكنولوجيا في أوروبا. وبالتالي كان الهدف الأساسي من تنظيم التّظاهرة يتمثّل في عرض قصص النّجاح النسويّة في مجال التكنولوجيا لإلهام المزيد من النساء للانخراط في الابتكار.

تقول سناء: ” لا شكّ في أنّني واجهت انتقادات بشأن المساحات والفعاليات التي ننظّمها للنّساء فقط وقيل لي أنّه يجب توفير الفرص للجميع. لكن هذا بالتّحديد السّبب الذي يجعلني أقوم بهذا العمل فأنا مؤمنة بضرورة توفير فرص متكافئة للجميع”.

sana

الغوص في مختلف مستويات حقيقة المرأة

أصدرت سناء منذ سنوات كتابها “نساء لا مرئيّات في الشرق الأوسط: قصص حقيقية”، حيث تحادثت مع نساء من مختلف مناحي الحياة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. هو كتاب ذو طابع اجتماعيّ يدرس مختلف المحرمات المحيطة بوضع المرأة من خلال محادثات مباشرة وصادقة حول الجنس والدين والحجاب والسياسة في بلدان المنطقة وهو ينقل قصصا حقيقية لنساء كانت لسناء فرصة لمقابلتهنّ أو العمل معهن أو حتى الجلوس إلى جانبهنّ في الحافلة.

تقول الكاتبة الشابّة أنّها اطّلعت على واقع نسويّ متعدّد ومختلف وهي لا تنكر “الحقائق المحزنة والعصيبة التي تعيشها المرأة” بيد أنها تشدد على أنه “لا ينبغي أن نستخفّ بكون صوت المرأة بدأ يعلو على الأصوات الأخرى في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

“التقيت بمدافعات عن المساواة بين الرّجل والمرأة وبغايا وسياسيات ونساء رفيعات المستوى لأنّ النّساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تشكّلن مجموعة متجانسة. لذلك توجد مستويات عديدة من الحقائق التي تعيشها المرأة في حياتها اليوميّة”.

بوصفها امرأة عربية تعيش في قلب أوروبا، تأسف سناء لأنّ الكثيرين مازالوا يعتقدون أنّ الواقع في المنطقة أبيضا وأسود وأن النساء مضطهدات ومهمشات لكنّني في الحقيقة عجزت عن اختيار كلمة واحدة لتوصيف حالة المرأة في الشرق الأوسط “.

تحافظ سناء على تفاؤلها لأنها تعتقد حقا أن الجيل الجديد يعمل على إحداث تغييرات منهجيّة: “أنا أشهد تحولا حقيقيا ضمن جيل الشباب مع نشأة نوع من التضامن النسوي ضمن النّساء اللاتي أصبحن تمسكن بزمام الأمور وتطالبن بقوّة بحقوقهنّ وأعتقد أنه على الرغم من القمع المتواصل تجاه المرأة في العالم العربي فالمقاومة موجودة وهنالك معركة حقيقية لرفع الوعي”.

من ضمن النساء المستفيدات من شبكة Womenpreneur، نذكر فاطمة الزّهراء بياز، رائدة أعمال ومستشارة لفائدة المؤسّسات النّاشئة وباعثة مسرّع المؤسّسات الناشئة ومخبر الابتكار New Work Lab الذي تسعى من خلاله إلى تطوير المشهد المغربي الخاصّ بالمؤسسات النّاشئة.

تقول فاطمة بدورها أنّها واثقة تماما أن رائدات الأعمال تستطعن تقديم حلول مبتكرة للمغرب والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

في الأثناء، تكرّس رائدة الأعمال الاجتماعية الشابة، لمياء بازير عملها للنساء والشباب في ريف جبال الأطلس المتوسط في المغرب بعد أن أسّست منذ أكثر من عشر سنوات منظّمتها غير الربحيّة “تمكين المرأة في الأطلس” التي تناصر من أجل ريادة المرأة الريفيّة كطريقة لمناهضة الفقر. استفادت لمياء أيضا من دعم Womenpreneur وتقول في هذا الشّأن: ” اخترت أن أوجّه جزء كبيرا من طاقتي وعملي نحو مسألة المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة”.

يتنزّل دعم المشاريع على غرار مشروع فاطمة ولمياء في محور مهمة سناء التي تطلق مبادرة كلّ سنة في بلدها الأم:” أسعى دائما إلى رد الجميل لبلدي الذي غادرته ماديّا بينما بقيت روحي هنالك وذلك من خلال العمل الذي تنجزه منظّمة Womenpreneur “.

قبل أن تأخذ المكالمة الهاتفيّة الموالية، اختتمت سناء حديثها قائلة: “اليوم أصولي مغربية وقلبي بلجيكي وعقليتي عالمية”

 

sana

 

اطّلعوا على المزيد من المعلومات حول Womenpreneur

الموقع الإلكتروني: https://womenpreneur-initiative.com/
فيسبوك: https://www.facebook.com/womenpreneurinitiative/
إنستغرام: https://www.instagram.com/womenpreneur.belgium/
لنكدين: https://www.youtube.com/channel/UCUJFH5uZpKZiwjxfND0LoEw

 

المشروع
تأسس مهرجان الشبكة المتوسطية للمرأة في مجال التّكنولوجيا (MTWNF) سنة 2020 وتم إطلاقه رسميا بعد سنة بهدف ربط الصّلة بين الرّائدات عبر الحدود لخلق ومضاعفة الفرص في مجال التكنولوجيا لفائدة النّساء وتقديم نماذج يحتذى بها للفتيات المهتمات بمواصلة مسارهنّ المهنيّ في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. تحثّ المبادرة على الحوار ضمن الأطراف المعنيّة وممثلي المرأة بشأن المحاور والاهتمامات المشتركة انطلاقا من خلفيات إقليمية وثقافية متنوّعة مما من شأنه أن يساهم في سد الفجوة العميقة على مستوى المعارف والقدرات بين دول الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون الاقتصادي عبر الوطني.

 

البرنامج
الاتحاد من أجل المتوسط هو مؤسسة حكومية دولية تجمع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و16 دولة من الضفتين الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسط لتعزيز الحوار والتعاون. تتمثل مهمتها في تعزيز التعاون الإقليمي والحوار وتنفيذ المشاريع والمبادرات ذات التأثير الملموس على المواطنين، مع التركيز على الشباب والنساء، سعيا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية الثلاثة للمنطقة: الاستقرار والتنمية البشرية والتكامل.

اقرأ في: English Français